فتقدمت الواو
من «جفونى» والنون من «هويننى» على مفسريهما ؛ فعلم أن ذلك وأمثاله جائز.
وقد حكى ابن
كيسان أن الكوفيين وافقوا البصريين فى جواز تقديم الضمير على مفسره المبدل منه نحو
: «يقومون الزّيدون» و «رأيتهم العمرين» مع أن البدل تابع ، وتأخير التابع واجب.
فيلزمهم تجويز
ما منعوا من نحو : «ضربونى وضربت الزّيدين» فإنه مساو لما أجازوه فى الاشتمال على
ضمير مذكور قبل مفسر واجب التأخير.
وإذا ثبت هذا
فليعلم أن مثل : «يحسنان ويسىء ابناك» جائز عند البصريين ، ممتنع عند الكوفيين ؛
لما فيه من تقديم فاعل «يحسن» ـ أعنى : الألف ـ على مفسره المؤخر وهو «ابناك».
فلو حذفت الألف
صحت المسألة عند الكسائى ، ولم يبال بحذف الفاعل لثبوت الدلالة عليه.