اسم الکتاب : شرح الكافية الشّافية المؤلف : ابن مالك الجزء : 1 صفحة : 210
وفيها تسع لغات
، وقد ذكرت.
ولما تقدم
الإعلام بأن «كان» تدخل على المبتدإ والخبر وهما ـ أيضا ـ معمولا «إنّ» وأخواتها ـ
نبهت على ما يعرض له سبب يقتضى اختصاص «كان» بالدخول عليه دون «إنّ» وأخواتها ،
فقلت :
ما لم يعنّ
مانع ككون ما
أسند ممّا
ألزم التّقدّما
والإشارة بذلك
إلى نحو : «أين زيد»؟ فإن فيه مانعا من دخول «إنّ» عليه ، وهو كون المسند إليه
واجب التقديم ؛ لتضمنه معنى حرف الاستفهام.
فإذا دخلت عليه
«كان» جاز ، ولزم تقديم الخبر ؛ لأن خبرها كان جائز التقديم فتقول : «أين كان زيد»؟.
ولا سبيل إلى
ذلك فى «إنّ» وأخواتها ؛ لأن شيئا مما يتعلق بها لا يتقدم عليها.
فإنها حروف
عملت عمل الأفعال ، ولم تقو قوتها فيتصرف فى معموليها بتقديم وتأخير ، كما تصرف فى
معمولى الأفعال.
ولكن إذا قام
مقام مرفوعها ظرف ، أو جار ومجرور ، جاز تقديمه ؛ لأنه ليس فى الحقيقة خبرا ،
وإنما هو
معمول الخبر
المقدر آخرا.
ألا ترى أن
قولك : «إنّ عندك زيدا» معناه : «إنّ عندك زيدا كائن».
فحذف «كائن»
وأقيم الظرف مقامه لدلالته عليه.
وشبه تقديمه
وهو قائم مقام الخبر بتقديمه ، والخبر موجود نحو قولك : «إنّ عندك زيدا مقيم» ؛ فـ
«عندك» فى هذه المسألة ونحوها فضلة عن الخبر.
وسهل الفصل به
بين «إنّ» واسمها وخبرها كما سهل فى «كان» و «ما».
وكما سهل أن
يفصل به بين المضاف والمضاف إليه مع أنهما كالشيء الواحد. وقد أشير إلى ذلك فيما
مضى.
(ص)
وواجب تأخيرك
اسما يشتمل
على ضمير ما
بمسند وصل
ك (إنّ فى
خباء هند بعلها)
و (ليت
للمضنى بسعدى مثلها)
(ش) تأخير اسم «إنّ»
هنا واجب كوجوب تأخير المبتدإ فى قول الشاعر :