صحيحا بليغا ؛
لأن معناه : إذا تغير حب كل محب لم يقارب حبى التغير ، وإذا لم يقاربه فهو بعيد
منه.
فهذا أبلغ من
أن يقول : لم يبرح ؛ لأنه قد يكون غير بارح ، وهو قريب من البراح ، بخلاف المخبر
عنه بنفى مقاربة البراح.
وكذا قوله ـ تعالى
ـ : (إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ
لَمْ يَكَدْ يَراها) [النور : ٤٠] وهو أبلغ فى نفى الرؤية من أن يقال : (لم يرها).
لأن من لم ير
قد يقارب الرؤية ؛ بخلاف من لم ير ولم يقارب.
وأما قوله
تعالى : (فَذَبَحُوها وَما
كادُوا يَفْعَلُونَ) [البقرة : ٧١] فكلام يتضمن كلامين مضمون كل واحد منهما فى وقت غير وقت
الآخر ؛ والتقدير : فذبحوها بعد أن كانوا بعداء من ذبحها غير مقاربين له. وهذا
واضح والله أعلم.
أو قد يكون
نفيها إعلاما ببطء الوقوع ، والثبوت حاصل كقوله ـ تعالى ـ : (فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ
يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) [النساء : ٧٨] أى : يفقهون ببطء وعسر.
قال الأخفش فى
قوله : ـ تعالى ـ (لَمْ يَكَدْ يَراها) [النور : ٤٠]