اسم الکتاب : شرح الكافية الشّافية المؤلف : ابن مالك الجزء : 1 صفحة : 198
«وتكون «إن» كـ
«ما» فى معنى «ليس» ؛ فلو أراد النفى دون العمل ، لقال : (وتكون «إن» كـ «ما» فى
النفى) ؛ لأن النفى من معانى الحروف فـ «ما» به أولى من «ليس» ؛ لأن «ليس» فعل ،
وهى حرف.
بخلاف العمل
فإن «ليس» فيه هى أصل لـ «ما» و «لا» و «إن» لأنها فعل ، وهن حروف.
ومما يقوى
إعمال «إن» إذا نفى بها ما أنشده الكسائى من قول الشاعر : [من المنسرح]
وذكر أبو الفتح
فى المحتسب أن سعيد بن جبير [٢] قرأ إن الذين يدعون من دون الله عبادا أمثالكم [الأعراف
: ١٩٤] على أن «إن» نافية [٣] ، رفعت «الّذين» اسما.
ونصبت «عبادا
أمثالكم» ، خبرا ونعتا.
والمعنى : ليس
الأصنام الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم فى الاتصاف بالعقل ، فلو كانوا
أمثالكم فعبدتموهم لكنتم بذلك مخطئين ضالين ؛ فكيف حالكم فى عبادة من هو دونكم
بعدم الحياة والإدراك؟.
[٢] هو سعيد بن جبير
الأسدى بالولاء ، الكوفى ، أبو عبد الله ، تابعى من أعلم التابعين أخذ العلم عن
عبد الله بن عباس وابن عمر ، كان يقول الحق ، ولا يخاف أحدا إلا الله ، وكانت
نهايته أن قتل على يد الحجاج ، سنة ٩٥ ه.