وروى عن الأخفش
أنه منع من دخول الفاء بعد «إنّ» ، وهذا عجيب ؛ لأن زيادة الفاء على رأيه جائزة ،
وإن لم يكن المبتدأ يشبه أداة شرط ؛ نحو : «زيد فقائم» ؛ فإذا دخلت علياسم يشبه
أداة الشرط ، فوجود الفاء فى الخبر أحسن وأسهل من وجودها فى خبر «زيد» وشبهه.
وثبوت هذا عن
الأخفش مستبعد.
وقد ظفرت له فى
كتابه «فى معانى القرآن» [٦] بأنه موافق لسيبويه فى بقاء الفاء بعد دخول «إنّ» وذلك
أنه قال :
فقد يجوز أن
يكون هذا خبر المبتدإ ؛ لأن «الّذى» إذا كان صلته فعلا جاز أن يكون خبره بالفاء
نحو قول الله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ
تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) [النساء : ٩٧] ثم قال : (فَأُولئِكَ
مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ)».
[١] الداهية : يقال :
رجل داهية : بصير بالأمور. (الوسيط ـ دهى).