اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 565
[ضمير الفصل وأحكامه]
قال ابن مالك :
(من المضمرات المسمّى عند البصريّين فصلا ، وعند الكوفيين عمادا ، ويقع بلفظ
المرفوع المنفصل مطابقا لمعرفة قبل ـ باقي الابتداء أو منسوخه ـ ذي خبر بعد ،
معرفة أو كمعرفة في امتناع دخول الألف واللّام عليه).
وأعرفها ضمير
المتكلم ، ولكن ذكر هنا ليرتب عليها الحكم المذكور بعد ، وهو قوله : ويغلّب الأخصّ في
الاجتماع ، والمراد بذلك أنك تقول : أنا وأنت فعلنا ، وأنت وهو فعلتما ، ولا يغلب غير
الأخص ، فيقال في الأول فعلتما وفي الثاني فعلا [١].
قال ناظر الجيش
: الضمير المسمى فصلا عند البصريين ، وعمادا عند الكوفيين كهو من قولك : حسبت زيدا
هو الكريم.
فسمي فصلا
للفصل به بين شيئين لا يستغني أحدهما عن الآخر ، ولانفصال السامع عن توهم الخبر
تابعا.
وسمي عمادا
لأنه معتمد عليه في تقرير المراد ومزيد البيان [٢].
وذكر التابع
أولى من ذكر النعت [١ / ١٧٩] ، لأن الضمير المشار إليه قد يقع بعد ما لا ينعت وقبل
ما لا ينعت به ، نحو : حسبتك أنت القائم ، وحسبت القائم هو زيدا.
ولا بد من مطابقته
لما قبله في حضوره وغيبته ، وتذكيره وتأنيثه ، وإفراده وتثنيته وجمعه.
ولا يكون ما
قبله إلا معرفة إلا عند بعضهم ، فإنه أجاز تنكيره كما سيأتي [٣]. ـ
[٢]انظر المغني لابن
هشام (٢ / ٤٩٣) وقد شرح حال هذا الضمير ، وتكلم فيه عن أربع مسائل : شروطه ،
فائدته ، محله ، ما يحتمل من الأوجه.
وانظر حال هذا الضمير أيضا في كتاب
الإنصاف في مسائل الخلاف (٢ / ٧٠٦).
[٣]حكى سيبويه (٢ /
٣٩٦) : أن جماعة من أهل المدينة يجيزون الفصل بين نكرتين ، وقد ذكر عن جماعة من
النحويّين موافقة أهل المدينة في ذلك. وانظر الحديث المفصل في هذا الموضوع في
الصفحة القادمة من التحقيق.
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 565