قال
المصنف : «وقد يستغنى عن ذكر صاحب الضّمير بذكر ما يصاحبه بوجه ما»
وذكر لذلك صورا ثلاثا [٢] :
الأولى
: الاستغناء
بمستلزم عن مستلزم ، ومنه قوله تعالى : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ
مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ)[٣]. فعفي يستلزم عافيا ؛ فأغنى ذلك عن ذكره ، وأعيدت الهاء
من إليه عليه. ومن قول الشاعر [١ / ١٧١] :
[١]البيت من بحر
الطويل من قصيدة في الفخر والعزة للأخنس بن شهاب ، وهي في المفضليات : (١ / ٧٥٠) ،
وبعضها في شرح الحماسة (٢ / ٧٢٠).
والشاعر يصف قومه بالعزة ؛ فلا أحد
يستطيع أن يتعرض لهم بسوء وهم يتركون فحولهم ترعى في كل مكان دون أن يقيدوها ،
بينما غيرهم يقيد فحوله خوفا وجبنا. والسّارب : الذاهب في الأرض.
والشاهد قوله :
ونحن خلعنا قيده ؛ حيث عاد الضمير على الفحل وهو نظير المذكور في البيت.
والبيت في معجم الشواهد (ص ٣٧) ، وفي
التذييل والتكميل.
ترجمة الأخنس :
هو الأخنس بن شهاب بن ثمامة التغلبي ، شاعر جاهلي من أشراف تغلب وشجعانها ، حضر
وقائع حرب البسوس ، وله فيها شعر ، ويدعى فارس العصا وهي فرسه. توفي نحو (٧٠ ق. ه).
وترجمته في الأعلام (٢ / ٢٥٦).
[٢]انظر في هذه
الصور الثلاث : شرح التسهيل (١ / ١٥٨ ، ١٥٩).
[٤]البيتان
من بحر الطويل لم ينسبا فيما وردا من مراجع ، وهما في الوصف ، وقد أتى كل بيت
شاهدا منفردا.
اللغة : التّأبين :
من معانيه أن تعيب الإنسان في وجهه ويروى مكانه التأنيب ، وهو من معانيه أيضا.
دعاك : استغاث بك. شوارع : جمع شارعة أي
مرتفعة ممتدة. الحادي : من الحداء ، وهو سوق الإبل والغناء لها. تلع الضّحى : أي
ارتفع وعلت الشمس. أواقع : جمع واقعة وأصله وواقع فأبدلت الواو همزة.
المعنى :
يصف الشاعر رجلا استغاث به عروة فلم يغثه ، بل شمت فيه وتركه يتجرع الموت من أيدي
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 544