وقوله : وهو إما مصرح بلفظه أي المفسّر ، وذلك نحو : زيد لقيته.
وقوله : أو مستغنى عنه أي مستغنى عن لفظه بحضور معناه في الحس كقوله تعالى : (هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي)[١] ، و (يا أَبَتِ
اسْتَأْجِرْهُ)[٢] ، أو بحضور معناه في العلم ، كقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ
الْقَدْرِ)[٣] ، ومنه قوله تعالى : (حَتَّى تَوارَتْ
بِالْحِجابِ)[٤] ، (ما تَرَكَ عَلى
ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ)[٥].
وقوله : أو بذكر [١ / ١٧٠] ما
هو له جزء أي : أو مستغنى عنه بذكر ما صاحب الضمير جزؤه ، فهذا عائد على صاحب الضمير ،
والضمير في له عائد على المذكور ، وذلك كقول الشاعر :
[١] سورة يوسف : ٢٦.
قال أبو حيان : «الضّمير في (هى) عائد على قوله : (بِأَهْلِكَ
سُوءاً)
ولمّا كنّت عن نفسها بقوله : (بأهلك) ولم تقل بي ، كنّى هو عنها بضمير الغيبة في
قوله (هِيَ
راوَدَتْنِي)
ولم يخاطبها بقوله : أنت راودتني ، ولا أشار إليها بقوله : هذه راودتني ، كلّ هذا
على سبيل الأدب» (التذييل والتكميل : ٢ / ٢٥٣).
[٦]البيت من بحر
الطويل من قصيدة لحاتم الطائي ذكر جزءا منها ابن قتيبة في الشعر والشعراء : (١ /
٢٥٣) ، وهي كلها في ديوان حاتم (ص ٥١).
وماوية التي ذكرت في البيت :
امرأة شريفة في العرب جاءها الرجال يخطبونها ، ومنهم حاتم الطائي والنابغة ، فطلبت
منهم جميعا شعرا يذكرون فيه مناصبهم وأفعالهم ، فعادوا ثم ذهبت إليهم متخفية ،
لترى أفعالهم ، فأعجبت بحاتم حين رأته ينصب القدور ويمد الموائد للضيوف والناس ،
ثم جاءها حاتم ، وأنشدها هذه القصيدة التي منها بيت الشاهد وفيها يقول (قبل بيت
الشاهد) :
أماويّ إنّ المال غاد ورائح
ويبقى من المال الأحاديث والذّكر
أماويّ إنّي لا أقول لسائل
إذا جاء يوما حلّ في مالنا نزر
اللغة :
الثّراء : الغنى وكثرة المال. حشرجت :
الحشرجة تكون عند صعود الروح إلى بارئها وقت الموت.
والمعنى :
أن المال لا يفيد في شيء حتى في طول عمر الإنسان ، وهو أقصى أمنيته فلا داعي للشح
به. وشاهده واضح من الشرح.
وانظر البيت في شرح التسهيل (١ / ١٥٧) ،
وفي التذييل والتكميل (٢ / ٢٥٤) ، وفي معجم الشواهد (ص ١٥٠).
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 541