responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 540

______________________________________________________

فالضمير في ذريته عائد على إبراهيم لا على إسحاق ولا على يعقوب صلوات الله عليهم أجمعين ؛ لأن المحدث عنه من أول القصة إلى آخرها هو إبراهيم [١].

قال المصنف : «جعلوا تقديم مفسر الغائب خلفا عمّا فاته من مقارنة المشاهدة ؛ ومقتضى هذا القصد تقديم الشعور بالمفسر كما يتقدم الشعور بذات يصلح أن يعبر عنها بضمير حاضر.

واللائق بالمفسر لكونه كجزء المفسر [٢] في تكميل وضوحه أن يتصل به ؛ فلذلك إذا ذكر ضمير واحد بعد اثنين فصاعدا ، جعل للأقرب ولا يجعل لغيره إلا بدليل من خارج» انتهى [٣].

ولكون الضمير لا يعود إلا على الأقرب ، قال الشيخ : «استدلّ ابن حزم على تحريم جميع الخنزير لحما وشحما وجلدا وغيرها بقوله تعالى : (فَإِنَّهُ رِجْسٌ)[٤] بعد قوله تعالى : (أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ) لما ألزم أن يقول بتحليل شحم الخنزير. فجعل الضمير في (فَإِنَّهُ) عائدا على الخنزير ؛ لأنّه أقرب مذكور ، وإنما ذكر اللحم أولا لأنه هو المعهود أكله لمن يأكله لا على جهة حصر التحريم فيه» انتهى [٥].

ثم المفسّر قد يستغنى عن ذكره ، ويدل عليه ما يفهم من سياق الكلام ، وإلى ذلك أشار المصنف بقوله : أو مستغنى عنه بحضور مدلوله حسّا أو علما.

والأكثر كونه مذكورا ، وقد يستغنى عن ذكره بذكر ما يدل عليه مما بينه وبينه نسبة للجزئية أو الكلية أو غيرهما كما سيأتي. ـ


[١]التذييل والتكميل (٢ / ٢٥٢).

[٢] في شرح التسهيل (لابن مالك) : لكونه جزء المفسر ، ولا فرق بينهما.

[٣]شرح التسهيل (١ / ١٥٧).

[٤] سورة الأنعام : ١٤٥. وأولها قوله : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ.)

[٥]التذييل والتكميل (٢ / ٢٥٣). وقال أبو حيان في تفسيره المسمى بالبحر المحيط (٤ / ٢٤١) : عند تفسير هذه الآية : «والظّاهر أنّ الضّمير في (فَإِنَّهُ) عائد على (لَحْمَ خِنزِيرٍ ،) وزعم أبو محمد بن حزم ، فقال : إنه عائد على (خِنزِيرٍ) فإنه أقرب مذكور ، فإذا احتمل العودة على شيئين كان عوده على الأقرب أرجح. وعورض بأن المحدّث عنه إنما هو اللّحم ، وجاء ذكر الخنزير على سبيل الإضافة إليه لا أنّه هو المحدّث عنه المعطوف».

اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 540
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست