لأن يونس يرى
أن ياء لبيك ليست للتثنية ، بل هي كياء لديك ؛ فاحتج سيبويه بثبوت ياء لبي مع
الظاهر ، ولو كانت كياء لدى لم تثبت إلا مع المضمر ، كما أن ياء لدى لا تثبت إلا
مع المضمر.
وأما إلزامهم
بإضافته أيضا إضافة الشيء إلى نفسه ، فنلتزمها معتذرين بما اعتذر عنها في نحو :
جاء زيد نفسه وأشباه ذلك» انتهى [٢] وهو كلام حسن.
قال
الشيخ : «الذي يقطع ببطلان اسمية ما أضيف إليه إيّا ، أنه كان
يلزم إعراب إيّا كما لزم إعراب أي ؛ فإنّ سبب إعراب أي إنما هو لزوم الإضافة ،
وذلك موجود في إيّا» انتهى [٣].
وما ذكره غير
لازم ؛ إذ لا يلزم من اعتبار الإضافة في أي اعتبارها في غيرها ، على أنه قد تقدم
في باب الإعراب أن المقتضي لإعراب أي أمران :
وهما لزوم
الإضافة ، وكونها بمعنى بعض مع المعرفة ، وبمعنى كل مع النكرة.
وإذا كان كذلك
فلا يلزم المصنف بإعراب إيا ؛ لأن المقتضي بتمامه لم يوجد فيه ، إنما [١ / ١٥٩]
وجد جزؤه وجزء العلة ليس بعلة.
وذكر المصنف
فيها غير اللغة المشهورة أربع
لغات[٤] : ـ
ـ هذا اللفظ في
الإضافة كقولك عليك ، وزعم الخليل أنها تثنية بمنزلة حنانيك ؛ لأنا سمعناهم يقولون
: حنان ، وبعد أن أنشد بيت الشاهد قال : فلو كان بمنزلة على لقال : فلبي يدي مسور
؛ لأنك تقول : على زيد إذا أظهرت الاسم».
[١]البيت
من بحر المتقارب ، وهو لرجل من بني أسد لم تعينه مراجعه رغم كثرتها.
اللغة : نابني :
نزل بي. مسور : رجل استغاث به الشاعر فأغاثه ، وكان الشاعر قد دعا مسورا المذكور
ليغرم عنه دية لزمته ، وخص يديه بالذكر لأنهما اللتان أعطياه المال حتى تخلص من
نائبته.
وشاهده :
واضح من الشرح ، وهو ثبوت ياء لبي مع الظاهر ساكنة ، فدل على أنه مثنى.
وانظر مراجع البيت في معجم الشواهد (ص
١٩٣) ، وهو أيضا في شرح التسهيل (١ / ١٤٧) ، والتذييل والتكميل (١ / ٤٧٦).