إلا أنه لو سكن
وقع بتسكينه في التباس المنفصل بالمتصل ، فعدل إلى تسكين الأول مع الحروف المذكورة
؛ لأنها كثيرة الاستعمال وبمنزلة الجزء مما يدخل عليه ، أعني الواو والفاء واللام
وألحقت بها ثم.
وبمقتضى ذلك
قرأ قالون [١] ، والكسائي ، ووافقهما أبو عمرو مع غير ثم.
ولم يجئ السكون
مع الهمزة والكاف إلا في الشعر ؛ فمن ذلك قول الشاعر :
[١] هو عيسى بن مينا
بن وردان بن عيسى المدني ، المعروف بقالون ، وكنيته أبو موسى ، قارئ مشهور وهو
صاحب نافع بن أبي نعيم أحد القراء السبعة ، وقد قرأ عليه. ولد سنة (١٢٠ ه) في
أيام هشام بن عبد الملك وقيل سنة (١٥٠ ه) أيام المنصور ، والثاني خطأ لأن روايته
عن نافع وقراءته عليه تقتضي كبر سنه ونافع توفي سنة (١٥٩ ه). كان قالون أصم لا
يسمع ، وكان إذا قرأ عليه قارئ ألقم أذنه فاه ليسمع قراءته.
ترجمته في معجم الأدباء (١٦ / ١٥١) ،
غاية النهاية (١ / ٦١٥).
[٢] البيت من بحر
البسيط قاله زياد بن منقذ ، وهو في الغزل حيث بلغ به الشوق ليلا أن التبس عليه طيف
حبيبته بكيانها ووجودها.
وشاهده واضح من الشرح. وانظر البيت في
معجم الشواهد (ص ٣٤٦) ، وفي شرح التسهيل (١ / ١٤٣) ، وفي التذييل والتكميل (٢ /
٢٠١).
ترجمة زياد :
هو زياد بن منقذ بن عمرو الحنظلي من تميم ويلقب بالمرار. من شعراء الدولة الأموية
، كان معاصرا للفرزدق وجرير ، وبينه وبين جرير مهاجاة. انظر ترجمته في الشعر
والشعراء (٢ / ٧٠١) ، والأعلام (٣ / ٩٣).
[٣]البيتان
من بحر الطويل ولم ينسبا في مراجعهما ، وهما في الغزل ومعناهما واضح.
وشاهدهما :
تسكين هاء هي بعد كاف الجر في قوله : وقد علموا ما هنّ كهي ... إلخ.
والشاهد في معجم الشواهد (ص ٣٣٢) ، وفي
شرح التسهيل (١ / ١٤٣) ، وفي التذييل والتكميل (١ / ٢٠١).
[٤]البيت
من بحر البسيط ولم ينسب إلى أحد في مراجعه وقائله يرثي رجلا فيقول :
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 504