وأشار المصنف
بقوله : وقد
يوقع فعلن موقع فعلوا إلى آخره ، إلى ما ورد في بعض الأدعية المأثورة : «اللهمّ ربّ السّموات
وما أظللن ، وربّ الأرضين وما أقللن ، وربّ الشياطين وما أضللن». أراد [١ / ١٤٥]
ومن أضلوا ، لكن إرادة التشاكل حملت على إيقاع النون موقع الواو ، وحملت على
الخروج من حكم التصحيح إلى حكم الإعلال في قوله عليه الصلاة والسّلام : «لا دريت ولا تليت» [٥]. وإنما حقه تلوت ، ومن حكم الإدغام إلى حكم الفك في
قوله : ـ
[٣] البيت من بحر
الوافر قائله عقيل بن علفة المرّي ، كما في ديوان الحماسة ، وهو في العفة والصلاح
والتقوى. وشاهده :
مجيء الضمير مفردا وهو عائد على جمع.
والبيت في التذييل والتكميل (٢ / ١٥٦) ،
وفي معجم الشواهد أيضا (ص ١٠٦).
ترجمة الشاعر :
هو عقيل بن الحارث بن معاوية ، ويمتد نسبه حتى يصل إلى مرة بن غطفان ، وأمه عمرة
بنت الحارث بن عوف. كان شاعرا شريفا عاصر يزيد بن عبد الملك بن مروان وهو القائل (من
الطويل) :
[٥]الحديث نصه في
مسند الإمام أحمد بن حنبل : (٣ / ٤) عن أبي سعيد الخدري ، قال : شهدت مع رسول الله
صلىاللهعليهوسلم
جنازة فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم
: «يا أيّها النّاس إنّ هذه الأمة تبتلى في قبورها ؛ فإذا الإنسان دفن فتفرّق عنه
أصحابه جاءه ملك في يده مطراق فأقعده ، قال : ما تقول في هذا الرّجل؟ فإن كان
مؤمنا قال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا عبده ورسوله ، فيقول : صدقت ،
ثمّ يفتح الله بابا إلى النّار فيقول : هذا كان منزلك لو كفرت بربّك ، فأما إن كنت
فهذا منزلك فيفتح له باب الجنّة فيريد أن ينهض إليه فيقول له : اسكن ويفسح له في
قبره. وإن كان كافرا أو منافقا يقول له : ما تقول في هذا الرّجل؟ فيقول : لا أدري
سمعت النّاس يقولون شيئا فيقول «لا دريت ولا تليت ولا اهتديت ...» إلخ وهو كذلك في
(ص ١٢٦) ، وأيضا في (٤ / ٢٩٦): «لا دريت ولا تلوت».
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 474