قال ناظر الجيش
: أي ومن المستكن. والجائز
الخفاء : هو الذي يخلفه
ظاهر أو مضمر بارز ، كقولك : زيد حسن ؛ ففي حسن ضمير منوي مرفوع به ، ليس خفاؤه
واجبا بل جائزا ؛ لأنه قد يخلفه ظاهر نحو : زيد حسن وجهه ، ومضمر بارز نحو : زيد
ما حسن إلا هو.
وكذا
حكمه مع فعل الغائبة نحو : هند حسنت وحسنت صورتها ، وما حسن إلا هي. وأطلق المصنف
فعل الغائب والغائبة ، فدخل فيه الماضي والمضارع. وبقيد الإفراد [١] خرج ضده وهو التثنية والجمع.
ومثال
المرفوع باسم الفعل المشار إليه : هند هيهات ؛ فهيهات رافع ضميرا عائدا على هند ، وليس
خفاؤه واجبا وإن كان لا يثنى ولا يجمع ؛ لكنه قد يخلفه ظاهر نحو : هند هيهات
دارها.
وعدم تمثيل
المصنف مع اسم الفعل المضمر البارز ، يدل على أنه لا يرفعه.
قال
الشيخ : «ولا يرفع اسم الفعل الضّمير البارز ؛ فلا يقال هند ما
هيهات إلّا هي ؛ لأنّه لم يتّسع في اسم الفعل ، فينفى كما ينفى الفعل» [٢].
ومثال
المرفوع بصفة وظرف وشبهه : زيد حسن وعمر عندك أو في الدار ؛ فحسن وعندك وفي الدار
قد ارتفع بكل منهما ضمير مستكن جائز الخفاء ؛ لأنه قد يخلفه ظاهر وضمير بارز نحو :
زيد حسن وجهه ، أو ما حسن إلا هو ، وعمرو عندك مقامه ، أو ما عندك إلا هو ، وبشر
في الدار شخصه ، أو ما فيها إلا هو [١ / ١٣٥]. ـ
[١] أي بقوله :
الغائب والغائبة حيث ذكرهما بلفظ المفرد في التعريف.
[٢] هذا نقد وجهه أبو
حيان لابن مالك ملخصه : أن ابن مالك عرف الضمير الجائز الخفاء (أنه هو الذي يخلفه
ظاهر أو مضمر بارز) وذكر أنواعه في المتن ، وهو المرفوع بفعل الغائب والغائبة ،
وما في معناه من اسم فاعل وصفة وظرف وشبهه.
نقده أبو حيان فقال : لا يرفع اسم الفعل
الضمير البارز فلا يقال : ... إلخ. (انظر الشرح وانظر التذييل والتكميل : ٢ / ١٣١).
وقد أجاب ناظر الجيش عن هذا الاعتراض بقوله قبل : وعدم تمثيل المصنف مع اسم الفعل
بالضمير البارز يدل على أنه لا يرفعه.
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 451