قال ناظر الجيش
: اعلم أن المضمر إما مستكن وإما بارز ، والبارز قسمان : متصل ومنفصل ، والمستكن
قسمان : واجب الاستكنان وجائزه.
وبدأ المصنف
بالكلام على المستكن ، وبدأ منه بما يجب استكنانه ؛ فكأنه قال من المضمر مستكن ؛
بدليل قوله بعد : ومنه
بارز ؛ ثم قال : فمنه ، أي فمن المستكن واجب الخفاء ؛ والمراد بالواجب
الخفاء : ما لا يزال
مستكنّا ولا يغني عنه ظاهر ولا مضمر بارز.
المضارع
ذو الهمزة والنّون كأفعل ونفعل ، وفعل أمر المخاطب كافعل.
وأراد بالمخاطب
المفرد المذكر ؛ فاستغنى عن التقييد باللفظ ؛ فلو كان فعل الأمر لمؤنث أو مثنى أو
جمع ، برز الضمير كافعلي وافعلا وافعلوا. ومضارع المخاطب [٢] والمراد المفرد المذكر أيضا كتفعل واسم فعل الأمر
كنزال.
قال
المصنف : «فكلّ واحد من هذه الأمثلة الخمسة رافع اسم استغنى
بمعناه عن لفظه ؛ فإن قصد توكيده جيء بالبارز المطابق له ، وهو أنا بعد أفعل ،
ونحن بعد نفعل ، وأنت بعد افعل وتفعل ونزال يا زيد» انتهى [٣].
فعلى هذا أنت
في قوله تعالى : (اسْكُنْ أَنْتَ)[٤] توكيد ؛ ولو كان فاعلا لما قيل في خطاب الاثنين والجمع
اسكنا أنتما واسكنوا أنتم ؛ بل كان يقال اسكن أنتما واسكن أنتم.
وذكر مطلقا بعد اسم الفعل تنبيها على أنه يستوي فيه خطاب الواحد
المذكر ـ