(وَالْمُنْفِقِينَ
وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) انتهى [١].
وألحق ابن
كيسان [٢] بالمعارف من وما الاستفهاميتين نظرا إلى أن جوابهما يكون معرفة ، والجواب
مطابق للسؤال. فإذا قيل : من عندك؟ فجوابه : زيد ونحوه ؛ وإذا قيل : ما دعاك إلى
كذا؟ فجوابه : لقاؤك أو نحوه ؛ فدل تعريف الجواب على تعريف المجاب.
قال
المصنف : «وهذا ضعيف لوجهين :
أحدهما
: أن تعريف
الجواب غير لازم ؛ إذ لمن قيل له : من عندك؟ أن يقول : رجل من بني فلان ، ولمن قيل
له : ما دعاك إلى كذا؟ أن يقول : أمر مهم.
والثاني
: أن من وما في
السؤالين قائمان مقام أي إنسان وأي شيء وهما نكرتان ؛ فوجب تنكير ما قام مقامهما ،
والتمسك بهذا أقوى من التمسك بتعريف الجواب ؛ لأن تطابق شيئين قائم أحدهما مقام
الآخر ، ألزم وآكد من تطابق الجواب السؤال. وأيضا فالتعريف فرع ؛ فمن ادعاه فعليه
الدليل بخلاف ادعاء التنكير» [٣].