معرفة غير مؤولة بنكرة مع عدم لزوم الألف واللام ، وأول الجماء الغفير
بنكرة مع لزوم الألف واللام.
والجواب
عن الثانية أن يقال : المعتبر في كون المعرفة معرفة الدلالة المانعة من الشياع ، سواء حصل ذلك
من جهة أو جهتين. والمعتبر في ترجيح التعريف قوة منع الشياع وزيادة الوضوح. ومعلوم
أن اسم الإشارة وإن عين المشار إليه فحقيقته لا تستحضر به على التمام ، وذلك لا
يستغني غالبا عن صفة تكمل دلالته ؛ بخلاف العلم ، لا سيما علم لم تعرض فيه شركة
كإسرافيل وطالوت وأدد ونزار ومكة ويثرب.
وذهب ابن كيسان
[١] إلى أن ذا الأداة أعرف من الموصول ؛ وشبهته أن ذا الأداة يوصف بالموصول
كقوله تعالى : (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ
الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى)[٢] والموصوف به إما مساو وإما دون الموصوف ؛ ولا قائل
بالمساواة ، فثبت كون الذي أقل تعريفا من الكتاب.
والجواب
أن يقال : لا نسلم كون
الذي في الآية صفة بل هو بدل أو مقطوع على إضمار فعل ناصب أو مبتدأ ، وعلى تقدير
كون الذي صفة ، فالكتاب علم بالغلبة ؛ لأن المعنيين بالخطاب بنو إسرائيل ، وقد غلب
استعمال الكتاب عندهم مرادا به التوراة ، فالتحق في عرفهم بالأعلام ، فلا يلزم من
وصفه بالذي جواز وصف غيره مما يلحق بالأعلام.
وبالجواب الأول
يجاب من أورد نحو قوله تعالى : (لا يَصْلاها إِلَّا
الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى
(١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى)[٣]. وقد تقدمت الإشارة إلى أن الموصول قد تتضح صلته وضوحا
يجعله في رتبة العلم ، ولا يكون ذلك في ذي الأداة غالبا ، إلا إذا عرض له ما عرض
للنجم والصّعق من الغلبة الملحقة ـ
[١]الكلام لابن مالك
في شرح التسهيل (١ / ١١٨) ، وانظر الهمع (١ / ٥٦).
[٣]نحو قوله تعالى :
زيادة من شرح التسهيل (لابن مالك) (١ / ١١٨). والآيات رقم ١٥ إلى ١٨ من سورة
الليل. والجواب هو أن يعرب اسم الموصول بدلا أو مقطوعا على إضمار فعل ناصب أو
مبتدأ ؛ وعلى الرأي المشهور بأن الموصول وذا الأداة متحدان في الرتبة ، يكون
الموصول نعتا لذي الأداة.
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 444