اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 443
[اختلاف النحويين في ترتيب المعارف]
قال ابن مالك :
(وليس ذو الإشارة قبل العلم ؛ خلافا للكوفيّين ، ولا ذو الأداة قبل الموصول ، ولا
من وما المستفهم بهما معرفتين ؛ خلافا لابن كيسان في المسألتين).
قال
الأستاذ أبو علي الشلوبين : «لم يلتفت سيبويه هنا في التعريف والتنكير إلا إلى حال الوجود لا إلى ما
تخيله الكوفيون ، وإذا نظر إلى حال الوجود كان التنكير قبل التعريف صحيحا ؛ لأن
الأجناس هي أول ثم الأنواع ووضعها على التنكير ؛ إذ كان الجنس لا يختلط بالجنس ،
والنوع لا يختلط بالنوع ، والأشخاص هي التي حدث فيها التعريف لاختلاط بعضها ببعض.
فالذي قاله سيبويه صحيح لا اعتراض عليه» [١].
قال
ناظر الجيش : قال المصنف[٢] : «اسم الإشارة عند الكوفيين أعرف من العلم ، ولهم في
ذلك شبهتان [٣] :
إحداهما
: أن اسم
الإشارة ملازم للتعريف غير قابل للتنكير ، والعلم بخلاف ذلك ؛ فكان تعريفه دون
تعريف اسم الإشارة [٤].
والثانية
: أن تعريف اسم
الإشارة حسي وعقلي ، وتعريف العلم عقلي لا غير. وتعريف من جهتين أقوى من تعريف من
جهة واحدة.
والجواب
عن الأولى أن يقال [١ / ١٣١] :
لزوم الشيء
معنى لا يوجب له مزية على ما له ذلك المعنى دون لزوم. بل قد تثبت المزية لغير ذي
اللزوم على ذي اللزوم كما تثبت لنقيضك على غيرك مزية ، فيتعرف بالإضافة مع عدم
لزومه لها ، ولم يتعرف غيرك بها مع لزومه لها. وكما يثبت للجميع مزية على الجماء
في قولهم : جاءوا الجماء الغفير ، بحيث عد الجميع ـ
[٣]انظر إلى قول
الشارح هنا : قال المصنف : اسم الإشارة عند الكوفيين أعرف من العلم ، ثم قوله قبل
عند ما ذكر أعرف المعارف فقال : وقيل : أعرفها العلم وعزي إلى الكوفيين والصيمري ؛
والذي ذكر هنا هو الصحيح لأن كلمة عزي التي وردت هنا وفي الهمع : (١ / ٥٦) تدل على
الشك في النسبة.
[٤]مثال تنكير العلم
أن تقول : مررت بسيبويه وسيبويه آخر ؛ فالثاني من الاسمين نكرة لا خلاف في ذلك ؛
حتى قالوا : إنه إذا نكر العلم في مثل هذا وجب تنوينه ويسمى تنوين التمكين (حاشية
الصبان : ١ / ٣٤).
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 443