إذا ثني إبدال ألفه حرفا يقبل الحركة ؛ ولم يجز حذفها لئلا يوقع في الإلباس
بالمفرد حال الرفع والإضافة [١] ؛ ثم الحرف الذي تقلب إليه الألف المذكورة : تارة يكون
ياء وتارة يكون واوا.
فإن كانت ثالثة
بدلا من واو أو أصلا لكونها في حرف أو شبهه ولم تمل أو مجهولة ولم تمل أيضا قلبت
واوا.
ومثال
الثالث : خسا بمعنى قرد
ولقا بمعنى ملقى لا يعبأ به.
وذكر الشيخ [٣] عن ابن جني أن ألف لقى منقلبة عن ياء فليست مجهولة.
قال : «وهو على
وزن فعل بمعنى مفعول كالقبض والنّقض بمعنى المقبوض والمنقوض فلقى بمعنى ملقيّ لا
بمعنى ملقى» [٤].
وذكر عن بعضهم
أن خسا مهموز الأصل قال : «فألفه ليست مجهولة الأصل ؛ وإنما ينبغي أن تمثل الألف
المجهولة الأصل بالدّدا وهو اللهو» [١ / ١٠٦].
قال : «وهذا
الاسم استعمل منقوصا كما جاء في الحديث : «لست من دد ولا الدّد منّي» [٥] واستعمل صحيحا متمما بنون فقالوا : ددن ، وبدال فقالوا
: ـ
[١] معناه : أنك إذا
قلت : عصا محمد لم يعرف هذا مفرد أو مثنى ؛ ولكن إذا قلبت ألف المقصور ، فقلت :
عصوا محمد لزم أن يكون هذا مثنى والأول مفرد.
[٢] أي الموضع الثاني
أي الذي تقلب فيه الألف واوا لكونها في حرف أو شبهه ولم تمل ؛ إنما جعل إذا من شبه
الحرف ؛ لأن النحاة اختلفوا فيها فقيل حرف وعليه الأخفش ، وقيل ظرف مكان وعليه
المبرد ، أو زمان وعليه الزجاج وهذه إذا التي للمفاجأة ؛ أما التي لغير المفاجأة
وهي الظرفية فاتفقوا على اسميتها.
[٤]في القاموس : (٤
/ ٣٨٩): «ورجل لقى وملقى وملقّى وملقيّ ولقّاء في الخير والشّر وهو أكثر وفيه :
واللّقى كفتى ما طرح».
[٥]انظر نص الحديث
في اللسان (مادة : ددا) ، وهو أيضا في كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر لابن
الأثير : (٢ / ١٠٩) ونصه : «ما أنا من دد ولا الدّد منّي». ثم شرحه بما ذكر في
الشرح.
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 377