منها : صرّيفون
وصفّون ونصّيبون وقنّسرون وفلسطون ويبرون ودارون ؛ فهذه كلها أسماء لأشياء مفردة
ولا واحد لها من لفظها [١].
ومنه
: عالمون ؛ وجعله المصنف اسم جمع مخصوصا بمن يعقل ، قال : وليس جمع عالم لأن العالم
عام والعالمين خاص ، وليس ذلك شأن الجموع. وكذلك أبى سيبويه أن يجعل الأعراب جمع
عرب ؛ لأن العرب يعم الحاضرين والبادين والأعراب خاص بالبادين [٢].
وجعله بعضهم
جمع عالم مرادا به من يعقل ؛ وفعل به ذلك ليقوم جمعه مقام ذكره موصوفا بما يدل على
عقله.
ورد ذلك المصنف
بأنه لو جاز في عالم هذا الذي زعم ، لجاز في غيره من أسماء الأجناس الواقعة على ما
يعقل وعلى ما لا يعقل ، فكنا نقول في جمع شيء إذا أريد به من يعقل : شيئون وفي
امتناع ذلك دليل على فساد ما أدى إليه [٣].
ومنه
أهلون : وهو جمع أهل
وأهل ليس بعلم ولا صفة ؛ لكنه استعمل استعمال مستحق في قولهم : هو أهل كذا وأهل له
فأجري مجراه في الجمع. قال الله تعالى : (شَغَلَتْنا
أَمْوالُنا وَأَهْلُونا)[٤] ، وقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ لله أهلين من النّاس» [٥]. ـ
[١]أما صريفون : فهو
بفتح الصاد وكسر الراء وهو موضع بالعراق (اللسان : ٤ / ٢٤٣٦) وصفون : بكسر الصاد
وتشديد الفاء موضع بالعراق أيضا كانت فيه حرب مشهورة بين علي ومعاوية سنة (٣٧ ه).
ذكر في صفف (اللسان : ٤ / ٢٤٦٣) قالوا :
لأن نونه زائدة بدليل قولهم صفون فيمن أعربه بالحروف.
ونصّيبون : بفتح النون وتشديد الصاد بلد
لربيعة بالجزيرة العربية. قنّسرون : بكسر القاف وتشديد النون مكسورة كورة بالشام.
فلسطون : بكسر الفاء وفتح اللام هي فلسطين المشهورة. يبرون : قرية قرب حلب ، دارون
: موضع بالشام.
انظر حديثا عن إعراب هذه الأماكن والنسب
إليها في لسان العرب (مادة : قنسر : ٥ / ٣٧٥١).
[٢]قال سيبويه (٣ /
٣٧٩) : وتقول في الأعراب : أعرابي لأنه ليس له واحد على هذا المعنى ، ألا ترى أنك
تقول العرب فلا تكون على هذا المعنى فهذا يقويه وشرحه السيرافي (في هامش الكتاب)
كشارحنا.
[٥]نص الحديث في
مسند الإمام أحمد بن حنبل (٣ / ١٢٧ ، ١٢٨) مرويّا عن أنس بن مالك رضياللهعنه
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم
: «إنّ لله أهلين من الناس» فقيل : من أهل الله منهم؟ قال : «أهل القرآن هم أهل
الله وخاصته».
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 363