حدّه والمجموع الذي لا نظير له في الآحاد [١]. وأسماء العدد غير المائة والألف وليس للتثنية. على أن
من الأسماء ما لا يقبل التثنية فدخل في الحد ، فكان الأولى إهمال لفظ القابل.
وقوله : دليل اثنين هو متعلق جعل ؛ فهو تبيين لمعنى المثنى. وجعله الشيخ
احترازا عن الجمع المسلم [٢] ، وليس بجيد ؛ لأنه لم يتقدم ما يدخل فيه الجمع فيخرجه.
وأشار بقوله : متّفقين في اللفظ إلى أن شرط المثنى أن يكون مفرداه متفقي اللفظ كرجلين.
وأما غالبا فاحترز به من نحو القمرين في الشمس والقمر. وليس بجيد ؛ فإنه يقتضي
إطلاق المثنى على نحو القمرين وهو الذي يقتضيه كلامه في الشرح أيضا ؛ لأنه قال [٣] : «ولما كان من المثنى ما مفرداه متفقا اللفظ وهو
المقيس كرجلين وما مفرداه مختلفا اللفظ وهو محفوظ كالقمرين نبهت على ذلك بقولي :
غالبا».
والحق أن
القمرين ليس بمثنى ، وقد قال المصنف بعد أن قيل فيه مثنى في مقتضى اللغة لا
الاصطلاح : كما يقال لاسم الجمع جمع.
وأما
اتفاق مفردي المثنى في المعنى ففي اشتراطه خلاف :
ذهب الجمهور
إلى اشتراطه كما أنه يشترط الاتفاق في اللفظ ، وذهب بعضهم إلى عدم اشتراطه فأجاز
تثنية المختلفي المعنى ، وإليه جنح المصنف [٤]. ولهذا قال : وفي المعنى على رأي ، فأشعر أن مختاره خلاف ذلك وهو عدم الاشتراط.
قال
المصنف : كعين ناظرة
وعين نابعة ؛ فأكثر المتأخّرين على منع تثنية هذا النّوع وجمعه والأصح الجواز. ـ
[١] مثل أبابيل بمعنى
فرق فهو جمع بلا واحد. ولم يجز تثنية ما ذكره للزوم الثقل بجمعه وتثنيته وانظر في
هذا الباب : بحث : من الأسماء ما لا يثنى.
[٢]انظر : التذييل
والتكميل (١ / ٢٢٥). قال أبو حيان بعده : «وخرج بذلك ما لفظه لفظ تثنية وليس
بتثنية في المعنى وذلك أشياء : ما أريد بلفظ التثنية فيه التكثير نحو حنانيك ، ما
جعل لفظ التثنية فيه لشيء واحد نحو المقصين والجلمين. ما كان إلحاق العلامة فيه
تأكيدا لمعنى التثنية نحو اثنان واثنتان».