وقال
الشيخ : «يمكن أن تكون من موصولة ويتقي مرفوع وهو صلتها ويكون «ويصبر»
معطوفا على التوهم لا على مجزوم في اللّفظ ؛ فكأنه توهّم أنه تقدم اسم شرط وجزم به
وعطف على مجزوم» انتهى [٢].
ولا يخفى ما في
هذا التخريج من التكلف ولا بد في عطف التوهم من صلاحية المعطوف عليه لقبول ما توهم
فيه لفظا ، كقوله تعالى : (فَأَصَّدَّقَ
وَأَكُنْ)[٣] ، أو محلّا كقوله تعالى : (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ
فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ)[٤]. ويتقي ليس صالحا لذلك إذا قيل بموصولية من ؛ فالتوهم
الذي اعتبره الشيخ ليس هو التوهم المعتبر عند النحاة.
[١] سورة يوسف : ٩٠.
والقراءة المشهورة بكسر القاف وحذف الياء علامة للجزم بالشرط ؛ وقرأ قنبل بإثبات
الياء وله في ذلك وجهان :
أحدهما : أن من العرب من يجري الفعل
المعتل مجرى الصحيح ، فيقول : لم يأتي زيد. والاختيار حذف الياء للجازم.
الثاني : أنه أسقط الياء ثم أبقى الكاف
على كسرتها وأشبعها لفظا ، مثل : أنظور في أنظر. وتوجيه الشارح غير ذلك وهو أن
الفعل مجزوم بسكون مقدر على الياء إجراء للمعتل مجرى الصحيح. ووجهه أبو حيان
بتوجيه آخر في الشرح ، وانظر في قراءة قنبل وتوجيهها الحجة لابن خالويه (ص ١٩٨).
[٣] سورة المنافقون :
١٠. والقراءة بجزم أكن عطفا على فأصدق بتقدير سقوط الفاء وجزم أصدق ، وأن معناه :
إن أخرتني أصدق وأكن ويسمى العطف على المعنى في القرآن ؛ ويقال له في غير القرآن
العطف على التوهم. كما قرئ بنصب أكن عطفا على اللفظ.
[٤]سورة الأعراف :
١٨٦. قرئ ويذرهم بالرفع على الاستئناف وبالجزم عطفا على موضع «فلا هادي له» لأنه
جواب الشرط وقيل : سكن لتوالي الحركات (التبيان : ١ / ٦٠٦).
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 304