واحد معنى
وحكما ؛ فإذا انضم إلى ذلك أن يكون مستحقّا للاتصال لكونه على حرف واحد ، تأكد
امتزاجه وجعل مع ما اتصل به شيئا واحدا. ومقتضى هذا أن يبنى المتصل بألف الضمير
وواوه ويائه ؛ لكن منع من ذلك شبهه بالاسم المثنى والمجموع على حده ، كما منع من
بناء أي مع ما فيها من تضمن معنى الحرف شبهها ببعض وكل معنى واستعمالا [١].
وقيل[٢] : إنما بني المتصل بنون الإناث لنقصان شبهه بالاسم ؛
لأنها لا تلحق الأسماء وما لحقته من الأفعال إن باين الاسم ازدادت به مباينته ،
وإن شابهه نقصت به مشابهته [٣].
قال ناظر الجيش
: لما تقرر أن الإعراب في الاسم أصل تعين التعرض لذكر موجب البناء فيما بني من
الأسماء. أما ذكر المبنيات أنفسها فهو في تفاصيل أبواب الكتاب [٤].
وقد
عدد غير المصنف لبناء الاسم أسبابا ، ومنها : ما إذا حقق لم يكن له تأثير في البناء ، وخلطوا
أيضا أسباب المبني جوازا كغير وحين إذا أضيف إلى غير متمكن بأسباب المبني وجوبا.
وأما
المصنف فلم يجعل سبب البناء إلا أمرا واحدا : وهو شبه الحرف ، ولم يشرك البناء الجائز مع البناء
الواجب ؛ بل أفرده وخصه بعلة تناسبه كما سيأتي في أماكنه إن ـ
[١] أما الشبه في
المعنى : فإن أيّا تكون بمعنى بعض إن أضيفت إلى معرفة تقول : لأضربن أيكم يهمل أي
الذي ، وتكون بمعنى كل إن أضيفت إلى نكرة تقول : أي شيء صنعته محسوب عليك ، أي كل
شيء.
أما الشبه في الاستعمال فإن الثلاثة
تلزم الإضافة والمضاف إليه مذكور لفظا ومعنى أو محذوف في اللفظ ويقوم التنوين
مقامه ، والأمثلة ظاهرة.
[٢] علة ثالثة لبناء
المضارع عند اتصاله بنون النسوة.
[٤] انظر باب المضمر
وباب الموصول وباب اسم الإشارة في تحقيقنا. وسيأتي الحديث بعد ذلك عن لا العاملة
عمل إن والحديث عن الظروف المبنية وأسماء الأفعال إلى آخر المبنيّات.
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 236