فمثال
الواقع بعد همزة التسوية قولك : سواء عليّ أقمت أم قعدت ؛ فيجوز أن يكون المراد : سواء
عليّ ما كان منك من قيام أو قعود ، وأن يكون سواء على ما يكون منك منهما ، وسواء
أكان المعادل فعلا كما مثل أم جملة اسمية ، كقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ
أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ)[١].
فإن كانت لم
يعد أم تعين المضي كقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ
أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ)[٢] ؛ لأن المعادل المنفي بلم تعين صرفه بها إلى المضي فوجب
مضي ما قبله.
ومثال
الواقع بعد حرف التحضيض قولك : هلّا فعلت فتجوز إرادة المضي فتكون لمجرد التوبيخ ، ولا
يكون اقترانه بحرف التحضيض مغيرا للفعل عن وصفه ، وتجوز إرادة الاستقبال فيكون
بمنزلة الأمر.
قال
المصنف : ولذلك احتج
العلماء على وجوب العمل بخبر الواحد ، بقوله تعالى : (فَلَوْ لا نَفَرَ
مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ)[٣] جعلوه بمنزلة لينفر ، وهذان المثالان من المواضع التي
يحتمل فيها الفعل المضي والاستقبال في محل واحد.
ومثال
الواقع بعد كلما والمعنى ماض : قوله تعالى : (كُلَّ ما جاءَ
أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ)[٤]. ومثاله والمعنى مستقبل قوله تعالى : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ
بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها)[٥].
ومثال
الواقع بعد حيث والمعنى على المضي : قوله تعالى : (فَأْتُوهُنَّ مِنْ
حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ)[٦]. ومثاله والمعنى على الاستقبال قوله تعالى : (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ
وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)[٧]. ومثال الواقع صلة والمعنى ماض قوله تعالى : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ)[٨]. ومثاله والمعنى مستقبل قوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ
أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ)[٩].