ومن
القرائن الصارفة الماضي إلى الاستقبال ، وذكرها الأبذي :
أدوات
الشرط : نحو إن قام
زيد قام عمرو ، ولا خلاف في شيء من ذلك إلا كان زعم المبرد [١] أنها لقوتها في الزمان الماضي من حيث تجردت للدلالة
عليه لم تتغير دلالتها بأدوات الشرط كغيرها ، فتقول : إن كان زيد قد قام فيما مضى
، فقد قام عمرو. وقال الله تعالى : (إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ
فَقَدْ عَلِمْتَهُ)[٢] معناه عند المبرد : إن كنت قلته فيما تقدم فقد علمته.
والصحيح مذهب الجمهور بدليل ورودها في بعض المواضع ، والمعنى على الاستقبال. قال
الله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ
جُنُباً فَاطَّهَّرُوا)[٣].
وأما الآية
المتقدمة فتحتمل تقديرين :
أحدهما
: إضمار أكون أي
: إن أكن فيما يستقبل موصوفا بأني كنت قلت ذلك فيما مضى ، فقد علمته. والآخر : إضمار أقول أي : إن أقل كنت قلته [١ / ٤٨] وفي هذا
الثاني من حيث المعنى نظر.
ومنها
أيضا : لو[٤]في
أحد قسميها[٥] ؛ كقوله تعالى : (وَلَوِ افْتَدى بِهِ)[٦] ، وما تقدم من قول الشاعر :