responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 218

______________________________________________________

ومن القرائن الصارفة الماضي إلى الاستقبال ، وذكرها الأبذي :

أدوات الشرط : نحو إن قام زيد قام عمرو ، ولا خلاف في شيء من ذلك إلا كان زعم المبرد [١] أنها لقوتها في الزمان الماضي من حيث تجردت للدلالة عليه لم تتغير دلالتها بأدوات الشرط كغيرها ، فتقول : إن كان زيد قد قام فيما مضى ، فقد قام عمرو. وقال الله تعالى : (إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ)[٢] معناه عند المبرد : إن كنت قلته فيما تقدم فقد علمته. والصحيح مذهب الجمهور بدليل ورودها في بعض المواضع ، والمعنى على الاستقبال. قال الله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا)[٣].

وأما الآية المتقدمة فتحتمل تقديرين :

أحدهما : إضمار أكون أي : إن أكن فيما يستقبل موصوفا بأني كنت قلت ذلك فيما مضى ، فقد علمته. والآخر : إضمار أقول أي : إن أقل كنت قلته [١ / ٤٨] وفي هذا الثاني من حيث المعنى نظر.

ومنها أيضا : لو [٤] في أحد قسميها [٥] ؛ كقوله تعالى : (وَلَوِ افْتَدى بِهِ)[٦] ، وما تقدم من قول الشاعر :

٤٧ ـ قوم إذا حاربوا شدّوا مآزرهم

دون النّساء ولو باتت بأطهار [٧]

ومنها : إعماله في الظرف المستقبل ؛ كقول الشاعر :

٤٨ ـ وندمان يزيد الكأس طيبا

سقيت إذا تغوّرت النّجوم [٨]


[١]لم أعثر عليه في المقتضب ولا رأيت أحدا ـ فيما رأيت ـ نسبه إليه. والآية وشاهدها في هامش شرح الكافية : (٢ / ٢٢٥) للرضي ولم تسند للمبرد.

[٢] سورة المائدة : ١١٦.

[٣] سورة المائدة : ٦.

[٤] أي من القرائن الصارفة الماضي إلى الاستقبال.

[٥] وهي التي بمعنى إن والمسماة بالشرطية.

[٦] سورة آل عمران : ٩١.

[٧] البيت من بحر البسيط للأخطل يمدح به يزيد بن معاوية. وشاهده : هو أن الفعل الماضي بعد لو ينصرف بها إلى الاستقبال ؛ لأنها بمعنى إن.

[٨]البيت من بحر الوافر وهو مطلع قصيدة للبرج بن مسهر في الغناء والكأس والنديم والشراب ، وهي في شرح ديوان الحماسة (٣ / ١٢٧٢).

والشاهد فيه قوله : سقيت إذا .. إلخ. حيث انصرف الماضي إلى الاستقبال بقرينة عمله في الظرف المستقبل.

ومثل الشاهد قولك : نجحت إذا ذاكرت ، أي تنجح إذا ذاكرت. كما استشهد به في باب الممنوع من الصرف

اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست