responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 185

______________________________________________________

والدليل على وجود فعل الحال أمران :

أحدهما : أنهم يقولون : نفعل الآن ، في فصيح الكلام ، ولا يقولون :سنفعل الآن ، إلا قليلا على طريق المجاز ، وتقريب المستقبل من الحال ، نحو قول الشاعر :

١٢ ـ فإنّي غير خاذلكم ولكن

سأسعى الآن إذ بلغت إناها [١]

فلو كان نفعل للمستقبل ، لما صلح معه الآن ، كما لا يصلح ذلك مع سنفعل.

الآخر : قول الشاعر :

١٣ ـ وأعلم علم اليوم والأمس قبله

ولكنّني عن علم ما في غد عم [٢]


[١] البيت من بحر الوافر من مقطوعة صغيرة ، عدتها ثلاثة أبيات ، وجدتها في ديوان عنترة بن شداد (ص ٢٠٤).

اللغة : إناها : بكسر الهمزة منتهاها.

والاستشهاد بالبيت : على أن الشاعر جمع بين السين التي تجعل الفعل مستقبلا وبين لفظ الآن الذي للحال ، وذلك قليل من باب المجاز وتقريب المستقبل من الحال.

والبيت ليس في معجم الشواهد ، وهو في التذييل والتكميل (١ / ٨٢) وهذا البيت من الأبيات التي اكتشفت قائلها.

ترجمة عنترة : هو عنترة بن عمرو بن شداد العبسي صاحب عبلة التي ألهبت حماسه في القتال ، ولسانه في الشعر ، كان ابن أمة سوداء ، وأنكره أبوه صغيرا ، ولما وجد شجاعته نسبه إليه وأعتقه ، كان عنترة أشجع أهل زمانه وأجودهم بما ملكت يده ، وقد شهد حرب داحس والغبراء ، وحمدت مشاهده فيها ، وله معلقة مشهورة سماها النقاد بالمذهبة وهي جيدة ، وانظر ترجمته في الشعر والشعراء (١ / ٢٥٦) ، خزانة الأدب (١ / ١٢٨).

[٢] البيت من بحر الطويل لزهير بن أبي سلمى من معلقته المشهورة التي تمتلئ بالحكم والمواعظ وتصور عادات العرب في الجاهلية وحروبهم والسّلام والصلح بينهم ، وهي في ديوان زهير (ص ٤).

والشاهد في البيت : أن الظروف المذكورة فيه ليست على حقيقتها ، وإنما هي كناية عن الأزمنة الثلاثة.

والبيت ليس في التذييل والتكميل ، وهو في معجم الشواهد (ص ٣٦١).

ترجمة زهير بن أبي سلمى : هو زهير بن ربيعة بن قرط المزني ، من الشعراء المتقدمين في الجاهلية ولم يدرك الإسلام ، وإنما أدركه ولداه كعب وبجير وأسلما. كان جيدا في شعره حتى كانت قصائده تسمى الحوليات لاعتنائه بها ، وأجود شعره ما قاله في هرم بن سنان ، أعجب عمر بن الخطاب بشعره ، قال لأنه : كان لا يتبع حوشي الكلام ولا يمدح الرجل إلا بما هو فيه. وأعجب عمر بشعره في هرم بن سنان ، فقال له أحد أولاده : إنا كنا نعطيه فنجزل ، فقال له عمر : ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم.

انظر ترجمته وأخباره في الشعر والشعراء (١ / ١٤٣).

اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 185
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست