قوله : (وهو
بدل الكل والبعض والاشتمال والغلط) قال في البرود : في إدخاله اللام على (كل) و (بعض)
نظر ، لأن مذهب سيبويه [١] أنهما معرفتان بنية الإضافة ، ودليله نصب الحال من كل
في قول العرب : (مررت بكلّ قائما).
وهذه قسمة
النحاة المحققين ، ومنهم من لم يعد بدل الغلط بغير (بل) كالمبرد [٢] وغيره ، ورده ابن السيد [٣] بقول ذي الرمة :
أبدل اللعس وهو
سواد مشرب بحمرة من الحوة وهو سواد ، وردّ بأنه مصدر وصف به للمبالغة نحو (حكم عدل
قول فصل) وقيل : فيه تقديم وتأخير ، أي في شفتيها حوة في اللثات لعس كقوله :
[٣] هو عبد الله بن
محمد بن السيد ـ بكسر السين ـ أبو محمد البطليوسي نزيل بلنسبة كان عالما باللغات
والآداب ، تصدر لإقراء النحو فيها ، صنف شرح أدب الكاتب ، شرح الموطأ إصلاح الخلل
الواقع
في الجمل ، الخلل في شرح أبيات الجمل
توفي ٥٢١ ه في بلنسية ، ينظر ترجمته في البغية ٢ / ٥٥ ـ ٥٦ ينظر رأي ابن السيد في
همع الهوامع ٥ / ٢١٥.
[٤]صدر بيت من
البسيط وهو لذي الرمة في ديوانه ٣٢ ، وينظر الخصائص ٣ / ٢٩١ ، واللسان مادة (حو) ٢
/ ١٠٦٢ ، ٣ / ٢٩١ ، والدرر ٦ / ٥٦ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٠٣ ، وهمع الهوامع ٥ /
٢١٥ ، وعجزه :
وفي اللثات وفي أنيابها شنب
والشاهد فيه قوله : (حوة لعس) حيث جاء
لعس بدل غلط من حوة ، وتأوله بعضهم على أنه من باب التقديم والتأخير والتقدير : في
شفتيها حوة وفي اللثات لعس وهذا ما ذهب إليه الشارح.