وقد قيل اشتقاق الصفة [١] آكد ، لأنها تدل على المعاني ، والمعاني لا تكون إلا في
الاشتقاق فما ورد تؤول بالمشتق ، والشيخ لا يتأول ، والمشتق أسماء الفاعلية
والمفعولين والصفات المشبهة ، وأفعل التفضيل ، والوارد من غير المشتق قياسي وغير
قياسي ، فغير القياسي عام كالوصف بأسماء الأجناس غير المفيدة مقدارا نحو (مررت
برجل أسد) و (رجل شجاع) أو جبان وثعلب و (مررت برجل أب لك وأخ لك) و (خاتم حديد) و
(ثوب خزّ) و (باب ساج) ، وخاص كالوصف بالمصادر التي للمبالغة نحو (رجل عدل صوم رضي)
وغير ذلك ، وأما القياسي فعام في مواضع ، الأول أسماء وضعت للصفة ، وليست مشتقة من
فعل نحو (ألمعيّ [٢] ولوذعيّ [٣] وجرشع [٤]) ، الثاني : ما فيه ياء النسب وقوله : (مثل تميمي) و (بصري
ولحويّ) لأنه بمعنى منسوب. الثالث : ما فيه (ذو) بمعنى صاحب نحو (مررت برجل ذي مال)
و (امرأة ذات جمال). الرابع الموصول مع صلته ومنهم من عدّ الموصول من الخاص لأنه
لا يوصف بها إلا المعارف.
[١]ينظر شرح المفصل
٣ / ٤٨ ، وشرح المصنف ٥٧ ، وشرح الرضي ١ / ٣٠٣. قال المصنف : (يعني أن معنى النعت
أن يكون تابعا يدل على معنى في متبوعه ، فإذا كانت دلالته كذلك صح وقوعه نعتا ،
فلا فرق بين أن يكون مشتقا وغيره ، ولكن بما كان الأكثر في هذا المقصود وضع المشتق
توهم كثير من النحويين أن الاشتقاق شرط حتى تأولوا غير المشتق بالمشتق ، والأسماء
التي وقعت صفات وهي غير مشتقة) من شرح المصنف ٥٧.