قوله : (ويا
طالعا جبلا) هذا هو الطويل ، وهو ثلاثة أقسام :
الأول : أن
يكون معمولا للمنادى نحو (يا طالعا جبلا) و (يا رفيقا بالعباد) و (يا عشرين رجلا).
الثاني : أن
يكون معطوفا عليه بحرف نحو : أن يسمى بثلاثة وثلاثين علما [١] ، وإما إن كان غير علم فلا يطول ، وحكمه حكم المعطوف
والمعطوف عليه ، نحو (يا زيد وعمرو) بالرفع ، إن كان معنيا وحكم (يا رجلا ويا
غلاما) بالنصب ، إن كان غير معين ، وقال سيبويه : [٢] إن أردت نداء جماعة هذه عدتها ، نصبت ، لأنه قد طال
فصار كالاسم الواحد ، وإن أردت نداء كل واحد على حدته ، كان كالمعطوف [٣].
والثالث : أن
يكون نعتا له بجملة أو ظرف نحو (يا حليما لا يعجل) و (يا كريما لا يبخل) ، قال :
[٤]البيت من الطويل
، وهو للصلتان العبدي كما في الكتاب ٢ / ٢٣٧ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٦٥ ، ٥٦٨ ،
والمقتضب ٤ / ١٥ ، والإيضاح في شرح المفصل ١ / ٢٥٨ ، وشرح الرضي ١ / ١٣٥ ، واللسان
(كرب) ٥ / ٣٨٤٦ ، وخزانة الأدب ٢ / ١٧٤.
والشاهد فيه قوله : (أيا شاعرا) حيث نصب
المنادى من قبيل الشبيه بالمضاف لأنه موصوف بجملة. قال سيبويه : وسألت الخليل رحمه
الله ويونس عن نصب قول الصلتان العبدي يا شاعرا ... فزعما أنه غير منادى وإنما
انتصب على إضمار ، كأنه قال : يا قائل الشعر شاعرا ، وفيه معنى حسبك به شاعرا.
الكتاب ١ / ٢٣٦ ، ٢٣٧.