فله درهم)) هذه الموصولة بفعل ، والظرف نحو : (الذي في الدار فله درهم) (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ)[١] وإنما قال : الاسم الموصول بفعل ليخرج الحرف الموصول
باسم الفاعل والمفعول ، لا تقول (القائل فله درهم) ولا (المضروب فله درهم) وأجازه
المبرد [٢] والكوفيون [٣] مستدلين بقوله تعالى : (الزَّانِيَةُ
وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا)[٤](وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ
فَاقْطَعُوا)[٥] ورد بأنه لو كان منه لكان المختار النصب لأنه مثل (زيدا
فاضربه) والقراء متفقون على الرفع [٦].
قوله : (والنكرة
الموصوفة بهما) يعني بالظرف والفعل ، مثاله : (كل رجل في الدار فله درهم) أو (يأتيني
فله درهم) وزاد السخاوي [٧] ، النكرة
[١]النحل ١٦ / ٥٣
وهي بتمامها : (وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون).
[٦]الأمر فيه تفصيل
وهو كالتالي : قرأ الجمهور (الزانية والزاني) بالرفع ، وقرأ عيسى بن عمر الثقفي
وابن أبي عبلة (الزانية) بالنصب وهو أوجه عند سيبويه حيث قال في ١ / ١٤٤.
وقد قرأ أناس : (والسارق والسارقة) و (الزانية
والزاني) وهو على ما ذكر لك من القوة ، ولكن أبت العامة إلا القراءة بالرفع وإنما
كان الوجه في الأمر والنهي النصب لأن حد الكلام تقديم الفعل وهو فيه أوجب ، وقرأ
ابن مسعود (والزان) بغير الياء.
قال القرطبي في تفسيره : وأما الفراء
والمبرد والزجاج فإن الرفع عندهم أوجه والخبر في قوله :
فاجلدوا لأن المعنى : الزانية والزاني
مجلودان بحكم الله.
ينظر الكتاب ١ / ١٤٢ وما بعدها ، وتفسير
أحكام القرآن للقرطبي ٥ / ٤٥٥١ ، وتفسير البحر المحيط ٦ / ٣٩٣.
[٧] السخاوي هو علي
بن محمد بن عبد الصمد الإمام علم الدين أبو الحسن السخاوي النحوي المقرئ الشافعي
كان بصيرا في القراءات وعللها إما ما في النحو واللغة والتفسير ،