أمّا حدّها (فإنها
أصوات) يعبّر بها كل قوم عن أغراضهم. هذا حدّها. وأمّا اختلافها فلما سنذكره فى
باب القول عليها : أمواضعة هى أم إلهام. وأما تصريفها ومعرفة حروفها فإنها فعلة من
لغوت. أى تكلمت ؛ وأصلها لغوة ككرة ، وقلة ، وثبة ، كلها لا ماتها واوات ؛ لقولهم.
كروت بالكرة ، وقلوت بالقلة ، ولأن ثبة كأنها من مقلوب ثاب يثوب. وقد دللت على ذلك
وغيره من نحوه فى كتابى فى «سرّ الصناعة». وقالوا فيها : لغات ولغون ، ككرات وكرون
، وقيل منها لغى يلغى إذا هذى ؛ [ومصدره اللّغا] قال :
وكذلك اللّغو ؛
قال الله سبحانه وتعالى : (وَإِذا مَرُّوا
بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) [الفرقان : ٧٢] أى بالباطل ، وفى الحديث : «من قال فى الجمعة : صه فقد لغا»
أى تكلم. وفى هذا كاف.
* * *
[١]الرجز للعجاج فى
ديوانه ١ / ٤٥٦ ، ولسان العرب (سرب) ، (رفث) ، كظم ، (لغا) ، وأساس البلاغة (رفث)
، وتاج العروس (كظم) ، (لغا) ، (رفث) ، وتهذيب اللغة ١٢ / ٤١٦ ، وبلا نسبة فى
تهذيب اللغة ١٥ / ٧٧ ، ومجمل اللغة ٤ / ٢٨٢. ويروى نظم بدلا من : كظم.