قال : فـ «سختيت»
من السخت ؛ كـ «زحليل» [١] من الزحل.
وحكى لنا أبو
على عن ابن الأعرابى أظنه قال : يقال درهمت الخبّازى ؛ أى صارت كالدراهم ، فاشتقّ
من الدرهم وهو اسم أعجمىّ. وحكى أبو زيد : رجل مدرهم. قال ولم يقولوا منه : درهم ؛
إلا أنه إذا جاء اسم المفعول فالفعل نفسه حاصل فى الكفّ. ولهذا أشباه.
وقال أبو عثمان
فى الإلحاق المطرّد إن موضعه من جهة اللام ؛ نحو قعدد ، ورمدد ، وشملل ، وصعرر.
وجعل الإلحاق بغير اللام شاذّا لا يقاس عليه. وذلك نحو جوهر ، وبيطر ، وجدول ،
وحذيم ، ورهوك ، وأرطى ، ومعزى ، وسلقى ، وجعبى. قال أبو على وقت القراءة عليه
كتاب أبى عثمان : لو شاء شاعر ، أو ساجع ، أو متّسع ، أن يبنى بإلحاق اللام اسما ،
وفعلا ، وصفة ، لجاز له ، ولكان ذلك من كلام العرب. وذلك نحو قولك : خرجج أكرم من
دخلل ، وضربب زيد عمرا ، ومررت برجل ضربب وكرمم ونحو ذلك. قلت له : أفترتجل اللغة
ارتجالا؟ قال : ليس بارتجال ، لكنه مقيس على كلامهم ، فهو إذا من كلامهم. قال : ألا
ترى أنك تقول : طاب الخشكنان فتجعله من كلام العرب ، وإن لم تكن العرب تكلّمت به.
هكذا قال ؛ فبرفعك إيّاه كرفعها ما صار لذلك محمولا على كلامها ، ومنسوبا إلى
لغتها.
ومما اشتقّته
العرب من كلام العجم ما أنشدناه (من قول الراجز) :
أى الذى شرب
الزرجون [٣] ؛ وهى الخمر. فاشتق المزرّج من الزرجون ؛ وكان
والمخصص ـ ٣ / ٨٨ ،
ويروى (ينفعنّى كذب) مكان (ينجّينّى حلف) وفيه : و «حلف سختيت» ، «كذب سختيت»
وسختيت أى شديد من السخت وهو الشديد ، وكذب سختيت : خالص. و «هل يعصمنى» والكبريت
: الذهب الأحمر قال ابن الأعرابى : ظن رؤبة أن الكبريت ذهب.
[١] الزحليل : السريع
، من الزحل وهو السريع. اللسان (زحل).
[٢]الرجز بلا نسبة
فى لسان العرب (زرجن) والممتع فى التصريف ١ / ٢٥٤ ، والمنصف ١ / ١٤٨ ، وتاج العروس
(زرج) ، (جبر) ومقاييس اللغة ٤ / ٩١ ، ومجمل اللغة ٣ / ٣٩٣.
[٣] الزرجون : لون
الذهب ، فارسية معربة. اللسان (زرجن).