هذا موضع شريف.
وأكثر الناس يضعف عن احتماله ؛ لغموضه ولطفه.
والمنفعة به
عامّة ، والتساند إليه مقوّ مجد. وقد نصّ أبو عثمان عليه فقال : ما قيس على كلام
العرب فهو من كلام العرب ؛ ألا ترى أنك لم تسمع أنت ولا غيرك اسم كل فاعل ولا
مفعول ، وإنما سمعت البعض فقست عليه غيره. فإذا سمعت «قام زيد» أجزت ظرف بشر ،
وكرم خالد.
قال أبو على :
إذا قلت : «طاب الخشكنان» فهذا من كلام العرب ؛ لأنك بإعرابك إيّاه قد أدخلته كلام
العرب.
ويؤكّد هذا
عندك أن ما أعرب من أجناس الأعجميّة قد أجرته العرب مجرى أصول كلامها ؛ ألا تراهم
يصرفون فى العلم نحو آجرّ ، وإبريسيم ، وفرند ، وفيروزج ، وجميع ما تدخله لام
التعريف. وذلك أنه لمّا دخلته اللام فى نحو الديباج ، والفرند ، والسهريز [١] ، والآجرّ ؛ أشبه أصول كلام العرب ، أعنى النكرات. فجرى
فى الصرف ومنعه مجراها.
قال أبو على :
ويؤكّد ذلك أن العرب اشتقّت من الأعجمىّ النكرة ، كما تشتقّ من أصول كلامها ؛ قال
رؤبة :