responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : أبو الفتح عثمان بن جنّي    الجزء : 1  صفحة : 238

وقول الآخر [١] :

إنّى وإن كنت صغيرا سنّى

وكان فى العين نبوّ عنّى

فإن شيطانى أمير الجن

يذهب بى فى الشّعر كلّ فنّ

حتّى يزيل عنّى التظنّى

فإذا رأيت العرب قد أصلحوا ألفاظها وحسّنوها ، وحموا حواشيها وهذّبوها ، وصقلوا غروبها [٢] وأرهفوها ، فلا ترينّ أن العناية إذ ذاك إنما هى بالألفاظ ، بل هى عندنا خدمة منهم للمعانى ، وتنويه [بها] وتشريف منها. ونظير ذلك إصلاح الوعاء وتحصينه ، وتزكيته ، وتقديسه ، وإنما المبغىّ بذلك منه الاحتياط للموعى عليه ، وجواره بما يعطّر بشره ، ولا يعرّ جوهره ، كما قد نجد من المعانى الفاخرة السامية ما يهجّنه ويغضّ منه كدرة لفظه ، وسوء العبارة عنه.

فإن قلت : فإنا نجد من ألفاظهم ما قد نمّقوه ، وزخرفوه ، ووشّوه ، ودبّجوه ، ولسنا نجد مع ذلك تحته معنى شريفا ، بل لا نجده قصدا ولا مقاربا ؛ ألا ترى إلى قوله :

ولمّا قضينا من منى كلّ حاجة

ومسّح بالأركان من هو ماسح

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا

وسالت بأعناق المطىّ الأباطح [٣]


 ـ ٧ / ١٥٧ ، ١٦٢ ، والكتاب ٤ / ٥٧ ، ولسان العرب (نبق) ، (قوه) ، وبلا نسبة فى كتاب العين ٥ / ١٨٠ ، ٧ / ٢٨٢. القوهىّ : ضرب من الثياب بيض ، فارسى. الأزهرىّ الثياب القوهية معروفة منسوبة إلى قوهستان. اللسان (قوه). البنائق : العرى التى تدخل فيها الأزرار. وأراد بقوله : «سودت» أنه عورت عينه ، واستعار لها تحت السواد كمن عينه قميصا بيضا بنائقه. اللسان (بنق).

[١]هو مالك بن أمية كما فى الوحشيات ، ووردت الأشطار الثلاثة الأول فى الحيوان ١ / ٣٠٠ غير معزوّة. (نجار).

[٢] مأخوذ من غروب الأسنان وهى أطرافها ، وأحدها غرب ، انظر اللسان (غرب).

[٣]البيتان من الطويل ، وهو لكثير عزّة فى ملحق ديوانه ص ٥٢٥ ، وزهر الآداب ص ٣٤٩ ، وللمضرب عقبة بن كعب بن زهير فى الحماسة البصرية ٢ / ١٠٣ ، وبلا نسبة فى لسان العرب (طرف) ، وأمالى المرتضى ٢ / ٣٥٩ ، والشعر والشعراء ص ٧٢ ، ومعجم البلدان ٥ / ١٩٨ (منى) ، وأساس البلاغة ص ٢٢٧ ، (سيل) ، وتاج العروس (طرف).

اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : أبو الفتح عثمان بن جنّي    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست