فألحق نون
التوكيد اسم الفاعل ؛ تشبيها له بالفعل المضارع. فهذا إذا استحسان ، لا عن قوة
علّة ، ولا عن استمرار عادة ؛ ألا تراك لا تقول : أقائمنّ يا زيدون ، ولا أمنطلقنّ
يا رجال ؛ إنما تقوله بحيث سمعته ، وتعتذر له ، وتنسبه إلى أنّه استحسان منهم ،
على ضعف منه واحتمال بالشبهة له.
ومن الاستحسان
قولهم : صبية ، وقنية ، وعذى ، وبلى سفر ، وناقة عليان ، ودبّة [٣] مهيار. فهذا كلّه استحسان لا عن استحكام علّة. وذلك
أنهم لم يعتدّوا الساكن حائلا بين الكسرة والواو ؛ لضعفه ، وكلّه من الواو. وذلك
أن (قنية) من قنوت ، ولم يثبت أصحابنا قنيت ، وإن كان البغداديّون قد حكوها ؛ (وصبية)
من صبوت ؛ و (علية) من علوت ، و (عذى) من قولهم أرضون عذوات ؛ و (بلى) سفر من قولهم
فى معناه : بلو أيضا ؛ ومنه البلوى ، وإن لم يكن فيها دليل ، إلّا أن الواو مطّردة
فى هذا الأصل ؛ قال :
[٤]عجز البيت من
الطويل ، وهو لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ١٠٩ ، ولسان العرب (بلا) وتهذيب اللغة
١٥ / ٣٩٠ ، ومقاييس اللغة ١ / ٢٩٤ ، وديوان الأدب ٤ / ١٠٦ ، وتاج العروس ـ