اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 312
(٦) إن الذين
منعوا الاستشهاد بالحديث ، منعوه لعدم وثوقهم أن ذلك لفظ الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذ لو وثقوا بذلك لأجروه مجرى القرآن الكريم في إثبات
القواعد الكلية.
(٧) إن تدوين
الحديث بدأ بصفة عامة ورسمية على رأس المائة الأولى ، وبلغ منتهاه في نهاية القرن
الثالث ، وأن بعض الصحابة والتابعين كانوا يدونون الأحاديث في القرن الأول الهجري
بصفة خاصة.
(٨) إن الرواية
بالمعنى إنما ترخّص فيها من ترخّص في غير المصنّفات المدوّنة ، أما فيها فلا ؛ لأن
الراوي لا يملك تغيير تصنيف غيره.
(٩) إن الرواة
الذين نقلوا الأحاديث من الصحابة والتابعين ، كان لهم من الخصائص الدينية والخلقية
ما يعصمهم من التغيير والتبديل والتحريف في الرواية.
وهم إلى ذلك
ذوو حوافظ قوية ، وأذهان سيالة ، ووجدان حي ، وقلوب عاقلة واعية.
(١٠) إن
القواعد والضوابط التي أخذ جامعو الأحاديث بها عند تدوينها ، هي أدق وأرقى ما وصل
إليه علم النقد ، في تمييز المقبول من المردود ، من المرويات ، وفي تمييز الحق من
الباطل ، والخطأ من الصواب.
(١١) انكشف لنا
من عرضنا للنصوص ومناقشتها أنه لا يوجد في القدامى من رفض الاحتجاج بالحديث في
علمي النحو والصرف ، وغاية الأمر أنهم اعتصموا بالصمت ، ولم يثيروا هذه المسألة
البتة ، ونحن نتحدى أن يكون لسيبويه والخليل والمبرد ، ومن كان من طبقتهم قول في
ذلك ، من قريب أو بعيد ، بعبارة أو إشارة ، بتصريح أو تلويح ، بل لم ينطقوا ببنت
شفة ، ولم يأثموا في الخوض في منع الاستشهاد بالحديث.
أما التقسيم
الذي قسمه العلماء إلى ثلاثة اتجاهات :
الاتجاه الأول
: الاستشهاد بالحديث في النحو مطلقا.
الاتجاه الثاني
: المنع من الاستشهاد مطلقا.
اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 312