اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 293
نحو : (لو يقوم
لقمت) ، و (لو يقم لقمت) ، و (لو قمت لقمت).
قلنا : في وقوع
المضارع في هذا الحديث جوابان :
أحدهما : أن
يكون وضع المضارع موضع الماضي الواقع جوابا كما وضع في موضعه ، وهو شرط. كقوله
تعالى : (لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي
كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ)[١]
والأصل : لو
أطاعكم ، فكما وقع يطيع موقع أطاع وهو شرط ، وقع يسرني موقع سرني ، وهو جواب.
الثاني : أن
يكون الأصل : ما كان يسرني ، فحذف «كان» وهو جواب «لو» ، وفيه ضمير هو الاسم ،
ويسرني خبر. وحذف «كان» مع اسمها ، وبقاء خبرها كثير في نثر الكلام ونظمه.
فمن النثر قول
النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (المرء مجزيّ بعمله ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر) [٢] أي : إن كان عمله خيرا فجزاؤه خير. وإن كان عمله شرا فجزاؤه
شر.
[٢]قال «البغدادي»
في تخريجه أحاديث شرح رضي الدين للكافية ، مخطوط ورقة / ٦ / : وأورد في خبر «كان»
حديث : «الناس مجزيّون بأعمالهم إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر» رواه «ابن جرير» في
تفسيره عن «ابن عباس» موقوفا ، ورواه «ابن مالك» في «التوضيح» مرفوعا إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ بلفظ : «المرء مجزي بعمله» إلى آخره. كذا في «الدرر المنتثرة في الأحاديث
المشتهرة» ، وهو من أمثلة النحويين ، وأول من مثّل به «سيبويه» قال في أوائل كتابه
: «هذا باب ما يضمر فيه الفعل المستعمل إظهاره بعد حرف ، وذلك قولك : الناس مجزيون
بأعمالهم إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر ، والمرء مقتول بما قتل به إن خنجرا فخنجر وإن
سيفا فسيف) وذكر الأوجه المشهورة فيها. ا ه.