اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 271
وفي مختصر
العين : «بله» بمعنى «كيف» ، وبمعنى «دع».
فأما الجر بعد «بله»
، وهو المجمع على سماعه. فذهب بعض الكوفيين إلى أنها بمعنى «غير» ، فمعنى «بله
الأكف» : غير الأكف ، فيكون هذا استثناء منقطعا.
وذهب «الفارسي»
: إلى أنها مصدر لم ينطق له بفعل ، وهو مضاف ، وهي إضافة من نصب.
وذهب «الأخفش»
: إلى أنها حرف جر.
وأما النصب
فيكون على أنه مفعول ، و «بله» مصدر موضوع موضع الفعل ، أو اسم الفعل ليس من لفظ
الفعل. فإذا قلت : (قام القوم بله زيدا) فكأنك قلت : تركا زيدا ، أودع زيدا.
وأما الرفع
فعلى الابتداء ، و «بله» بمعنى «كيف» في موضع الخبر. ا ه
حكى «ابن التين»
رواية «من بله» فتكون مبنية ، و «ما» مصدرية ، وهي وصلتها في موضع رفع على
الابتداء ، والخبر هو الجار والمجرور المتقدم.
ويكون المراد
بـ «بله» : «كيف» التي يقصد بها الاستبعاد ، والمعنى : من أين اطلاعكم على هذا
القدر الذي تقصر عقول البشر عن الإحاطة به.
ودخول «من» على
«بله» إذا كانت بهذا المعنى جائز.
ويمكن تلخيص
المسألة على أربعة أوجه :
(١) اسم فعل
أمر بمعنى «دع» أو «اترك» ناصبة لما يليها على أنه مفعوله ، وفتحة «بله» بنائية ،
كقول «ابن هرمة» :
[١] القطوف من الدواب
وغيره : البطيء ، والنجب : جمع نجيب ، وهو الأصيل الكريم ، والمعنى أن البطيء يمشي
كمشي الجواد من الخيل مع الحداء ، فدع الإبل الكرام ، فإنها مع الحداء تسرع أكثر
من غيرها.
اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 271