اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 263
فما جاء في
النثر من ذلك قراءة «حمزة» : واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام [١] بالخفض في «الأرحام».
وقد ضعف «الشاطبي»
حملها على أن الواو للقسم.
ومن ذلك قول
رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (إنما مثلكم واليهود والنصارى كرجل استعمل عمّالا) [٢] بجر «اليهود».
وقد تضمن هذا
الحديث العطف على ضمير الجر بغير إعادة الجار.
وحكى «قطرب» عن
العرب : (ما في الدار غيره وفرسه) بجر كلمة «فرس» المعطوفة على الهاء من غير إعادة
الجار ، وهو الاسم المضاف. وقال الشاعر :
اليوم قد بتّ
تهجونا وتشتمنا
فاذهب ، فما
بك والأيام من عجب
أي : وبالأيام.
وقد رد «ابن
مالك» على ما احتج به البصريون : بأن شبه الضمير بالتنوين لو منع من العطف عليه
لمنع من توكيده والإبدال منه كالتنوين ، ولا يمنعان بإجماع ، وأن الحلول لو كان
شرطا لم يجز : رب رجل وأخيه ،
ولا : كل شاة
وسخلتها بدرهم.
ولا : الواهب
المائة الهجان وعبدها.
ونحو ذلك مما
لا يصلح فيه الحلول.
ويمكننا القول
: بأن عدم إعادة الخافض أمر ثابت ، تحقق في النظم والنثر ، الواردين عن العرب ،
فهو قوي وإن كان لا يبلغ في قوته وحسنه البلاغي درجة الكثير.
[١] النساء : ١ ، قرأ
«حمزة» : «والأرحام» خفضا. وقرأ باقي السبعة : «والأرحام» نصبا. «حجة القراءات»
١٨٨ ، و «إتحاف فضلاء البشر» ١٨٥. وانظر «دراسات لأسلوب القرآن الكريم» (القسم
الأول ٣ : ٥٤٣).
[٢] أخرجه «البخاري»
في «صحيحه» في (كتاب الإجارة ـ باب الإجارة إلى صلاة العصر) ٣ : ٥٠.
اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 263