اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 233
وقد استغنى عن تنوين العوض بتكمل لفظه ، وتنوّن ثمانيا ، لأنه
منصرف ، لانتفاء الجمعية.
ومع هذا ، ففي
قوله : أو ثماني ، بلا تنوين ، ثلاثة أوجه :
أحدها : وهو
أجودها ، أن يكون أراد : أو ثماني غزوات ، ثم حذف المضاف إليه ، وأبقي المضاف على
ما كان عليه قبل الحذف. وحسّن الحذف دلالة ما تقدم من مثل المحذوف.
وهذا من
الاستدلال بالمتقدم على المتأخر. وهو في غير الإضافة كثير ، كقوله تعالى : (وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ
وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ)[٢].
والأصل :
والحافظات فروجهن ، والذاكرات الله كثيرا.
الوجه الثاني :
أن تكون الإضافة غير مقصودة ، وترك تنوين «ثمان» لمشابهته جواري ، لفظا ومعنى. أما
اللفظ فظاهر. وأما المعنى ، فلأن ثمانيا ، وإن لم يكن له واحد من لفظه ، فإن
مدلوله جمع. وقد اعتبر مجرد الشبه اللفظيّ في سراويل ، فأجرى مجرى سرابيل ، فلا
يستبعد إجراء ثمان مجرى جوار.
[١] الذود من الإبل
ما بين الثلاث إلى العشر. والذود مؤنثة لأنهم قالوا : ليس في أقل من خمس ذود صدقة
، والجمع أذواد مثل : ثوب وأثواب. البكر الفتيّ من الإبل ، والجمع : أبكر. والأفيل
: الفصيل وزنا ومعنى ، والجمع : إفال.