قال «ابن مالك» : تضمّن هذا الحديث استعمال «في» دالة على التعليل ، وهو ما خفي على أكثر النحويين ، مع وروده في القرآن العزيز ، والحديث ، والشعر القديم.
فمن الوارد في القرآن العظيم : قوله تعالى : (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ)[١]
وقوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ)[٢]
ومن الوارد في الحديث : «عذبت امرأة في هرة ...»
و «يعذبان وما يعذبان في كبير» [٣]
ومن الوارد في الشعر القديم قول «جميل» :
فليت رجالا فيك قد نذروا دمي
وهمّوا بقتلي يا بثين لقوني
ومنه قول «أبي ذؤيب» :
لوى رأسه عنّي ، ومال بودّه
أغانيج خود ، كان فينا يزورها [٤]
[١] الأنفال : ٦٨.
[٢] النور : ١٤.
[٣] أخرجه «البخاريّ» في «صحيحه» في (كتاب الوضوء ـ باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله).
و «في» في الشواهد المذكورة للسببية عند «ابن عقيل» و «الأشموني».
[٤] «ديوان الهذليين» ١ : ١٥٥ ، و «اللسان» (غنج» ٢ : ٣٣٧. قال «السكري» : أغانيج :
جمع غنج ، والخود : الشابة. وقال «أبو نصر» : أغانيج واحده أغنوجة ، والخود : الحسنة الخلق.
«شرح السكري» ١ : ٢١١.