responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال    الجزء : 1  صفحة : 220

«حروف الجر»

مسألة (٥٢)

في ورود «من» لابتداء الغاية الزمانية [١]

تأتي «من» لابتداء الغاية الزمانية. وهذا ما أثبته «الكوفيون». ومنعه أكثر البصريين.

و «ابن هشام» اختار رأي الكوفيين ، وعلى ذلك قوله ـ تعالى ـ : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ)[٢] والحديث : «فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة» [٣]

وقول «النابغة الذبياني» :

تخيّرن من أزمان يوم حليمة

إلى اليوم قد جرّبن كلّ التّجارب [٤]


[١] موارد المسألة : «أوضح المسالك» ٢ : ١٢٩ ، و «مغنى اللبيب» ٤٢٠ (من) ، و «شرح الأشموني» ٢ : ٢١١.

[٢] التوبة : ١٠٨.

[٣] أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب الاستسقاء ـ باب إذا استشفعوا إلى الإمام ليستسقي لهم لم يردّهم) ٢ : ١٩.

و «النسائي» في «سننه» في (كتاب الاستسقاء ـ باب متى يستسقي الإمام) ٣ : ١٥٥.

و «مالك» في «الموطأ» في (كتاب الاستسقاء ـ باب ما جاء في الاستسقاء) ١ : ١٩١.

[٤] «حليمة» هي بنت الحارث بن أبي شمّر الغساني ، ملك عرب الشام ، وفيها سار المثل ، فقيل : «ما يوم حليمة بسرّ» أي : خفيّ ، وهذا اليوم هو اليوم الذي قتل فيه «المنذر بن المنذر» ملك عراق العرب ، فسار بعربها إلى «الحارث الغسّاني». وهو أشهر أيام العرب ، وإنما نسب اليوم إلى «حليمة» ؛ لأنها حضرت المعركة محضّضة لعسكر أبيها. فتزعم العرب أنّ الغبار ارتفع في يوم حليمة حتى سدّ عين الشمس ، وظهرت الكواكب المتباعدة من مطلع الشمس ، فسار بها المثل اليوم.

الشاهد : أنّ «من» ابتدائية في الزمن.

قال «أبو حيان» في «شرح التسهيل» بعد إيراد الشواهد الكثيرة : وكونها لابتداء الغاية للزمان مختلف فيه ، منع من ذلك البصريون ، وأثبته الكوفيون ، وهو الصحيح ، وقد كثر ذلك في لسان العرب ، نثرها ونظمها كثرة تسوّغ القياس ، وتأويل البصريين لذلك مع كثرته ليس بشيء. «شرح أبيات مغنى اللبيب» ٥ : ٣٠٤ ـ ٣٠٦ والضمير في «تخيّرن» نائب عن الفاعل ، وهو يرجع الى «السيوف» ؛ لأن «النابغة» يصف السيوف بهذا البيت. «المقاصد النحوية» ٣ : ٢٧٢.

اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست