اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 208
المجموع على لغة «بلحارث» ، وهم القائلون : «أكلوني البراغيث» ، ومنه قول
الشاعر : [١]بحوران يعصرن السليط أقاربه وهي لغة فاشية ، وعليها حمل «الأخفش»
قوله تعالى : (وَأَسَرُّوا
النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا)[٢].
وتوارد جماعة
من الشراح على أن هذا الحديث من هذا القبيل ، ووافقهم «ابن مالك». وناقشه «أبو
حيان» زاعما أن هذه الطريق اختصرها الراوي ، واحتج لذلك بما رواه «البزار» من وجه
آخر عن «أبي هريرة» بلفظ : «إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم : ملائكة بالليل ،
وملائكة بالنهار».
وقد سومح في
العزو إلى مسند «البزار» ، مع أن هذا الحديث بهذا اللفظ في الصحيحين [٣] ، فالعزو إليهما أولى ... ا ه.
وعلى رأي «أبي
حيان» فلا شاهد في الحديث على هذه الرواية.
[٢] الأنبياء : ٣ ،
قال «ابن هشام» في «شرح شذور الذهب» ١٧٩ : والأجود تخريجها على غير ذلك ، وأحسن
الوجوه فيها إعراب «الذين ظلموا» مبتدأ ، و «أسروا النجوى» خبرا.
[٣] الذين خرّجوا هذا
الحديث على لغة «أكلوني البراغيث» اعتمدوا على رواية «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب
مواقيت الصلاة ـ باب فضل صلاة العصر) ١ : ١٣٩ ، و «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب
المساجد ـ باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما) ٢ : ١١٣ ، و «مالك» في «الموطأ»
في (كتاب قصر الصلاة في السفر ـ باب جامع الصلاة) ١ : ١٧٠ ، و «النسائي» في «سننه»
في (كتاب الصلاة ـ باب فضل صلاة الجماعة) ١ : ٢٤٠.
والرواية هي : «يتعاقبون فيكم ملائكة
بالليل وملائكة بالنهار» ولو تتبعوا روايات الحديث لعثروا على الروايات الأخرى ،
ففي «البخاري» في (كتاب بدء الخلق ـ باب ذكر الملائكة ـ صلوات الله عليهم ـ) ٤ :
٨١ عن أبي هريرة ـ رضياللهعنه
ـ قال قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ : «الملائكة يتعاقبون. ملائكة بالليل وملائكة بالنهار» الحديث ، والظاهر أن
الحديث روى مختصرا ومطولا عن طريق «أبي الزناد». وهذا يقوى بحث «أبي حيان» كما قال
«ابن حجر». وانظر «فتح الباري» ٢ : ٣٤ ـ ٣٥ ففيه تحرير عزيز ، و «شرح السيوطي» و «حاشية
السندي» على «سنن النسائي» ١ : ٢٤٠.
اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 208