اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 176
إلى الاختصار.
الثاني : وهو
المخبر عنه بكون مقيّد ، ولا يدرك معناه إلا بذكره ، نحو : (لو لا زيد غائب لم
أزرك). فخبر هذا النوع واجب الثبوت ؛ لأن معناه يجهل عند حذفه.
ومنه قول النبي
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «لو لا قومك حديثو عهد بكفر» أو «حديث عهدهم بكفر».
فلو اقتصر في
مثل هذا على المبتدأ ، لظن أن المراد : لو لا قومك على كل حال من أحوالهم لنقضت
الكعبة ، وهو خلاف المقصود ، لأن من أحوالهم بعد عهدهم بالكفر فيما يستقبل. وتلك
الحال لا تمنع من نقض الكعبة ، وبنائها على الوجه المذكور.
ومن هذا النوع
قول «عبد الرحمن بن الحارث» لـ «أبي هريرة» : «إنّي ذاكر لك أمرا ، ولو لا مروان
أقسم عليّ فيه لم أذكره لك» [١].
ومن هذا النوع
قول الشاعر :
لو لا زهير
جفاني كنت منتصرا
ولم أكن
جانحا للسّلم إن جنحوا
ومثله :
لو لا ابن
أوس نأى ما ضيم صاحبه
يوما ولا
نابه وهن ولا حذر
الثالث : وهو
المخبر عنه بكون مقيّد يدرك معناه عند حذفه ، كقولك : (لو لا أخو زيد ينصره لغلب)
، و (لو لا صاحب عمرو يعينه لعجز) ، و (لو لا حسن الهاجرة يشفع لها لهجرت).
فهذه الأمثلة
وأمثالها ، يجوز فيها إثبات الخبر وحذفه ، لأن فيها شبها بـ (لو لا زيد لزارنا عمرو)
، وشبها بـ (لو لا زيد غائب لم أزرك)
فجاز فيها ما
وجب فيهما من الحذف والثبوت.
ومن هذا النوع
قول «أبي العلاء المعري» في وصف سيف :
فلو لا الغمد
يمسكه لسالا
[١] أخرجه «البخاري»
في «صحيحه» في (كتاب الصوم ـ باب الصائم يصبح جنبا) ٢ : ٢٣٣.
اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 176