اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 113
الاتجاه الثاني
: ذهب أصحاب هذا الاتجاه إلى رفض الاستشهاد بالحديث والاحتجاج به صراحة.
قال «ابن الطيب»
: «لا نعلم أحدا من علماء العربية خالف العلماء في الاحتجاج بالحديث الشريف إلّا
ما أبداه الشيخ «أبو حيان» في شرح التسهيل ، و «أبو الحسن ابن الضائع» [١] في شرح الجمل ، وتابعها على ذلك «الجلال السيوطي» ـ رحمهالله ـ فأولع بنقل كلامهما ، واللهج به في كتبه ، واعتنى
باستيفائه في كتابه الموسوم بـ «الاقتراح في علم أصول النحو» ، وهو كتاب بديع ،
رتّبه على ترتيب أصول الفقه في الأبواب والفصول ، وأبدى فيه نكتا غريبة ، جعلها
للفروع النحوية كالأصول ، واستوفاه فيما كتبه على «المغنى» ، ولهج به في غيرهما من
كتبه ظانّا أنه من الفوائد الغريبة ، متلقيا له بالقبول تقليدا ، غافلا عن أنه في
هذا الباب لا يسمن ولا يغنى» [٢] : ه.
قال «البغدادي»
: قال «أبو الحسن ابن الضائع» في شرح الجمل :
تجويز الرواية
بالمعنى هو السبب عندي في ترك الأئمة ـ كسيبويه ، وغيره ـ الاستشهاد على إثبات
اللغة بالحديث ، واعتمدوا في ذلك على القرآن ، وصريح النقل عن العرب ، ولو لا
تصريح العلماء بجواز النقل بالمعنى في الحديث لكان
[١] جاء في «أصول
التفكير النحوي» ١٣٦ ـ ١٤١ ذكر «ابن الصائغ» ثماني مرات ، وصوابه : «ابن الضائع»
بالضاد المعجمة ، والعين المهملة ، وهو «عليّ بن محمد بن عليّ بن يوسف الكتاميّ
الإشبيليّ ، أبو الحسن ، المعروف بابن الضائع» ـ ٦٨٠ ه ، وهو صاحب شرح الجمل.
انظر «بغية الوعاة» ٢ : ٢٠٤. أما «ابن الصائغ» فهو «محمد بن عبد الرحمن بن عليّ بن
أبي الحسن الزمرديّ ، شمس الدين بن الصائغ الحنفي النحوي» ـ ٧٧٦ ه فلم يعرف له
بحث في «الاحتجاج بالحديث» ولم يعرف عنه أنه شرح كتاب الجمل ، وعلى كل لم يقصده
النحاة في هذه المسألة. انظر «بغية الوعاة» ١ : ١٥٥.