عٰاقَبْتُمْ
فَعٰاقِبُوا بِمِثْلِ مٰا عُوقِبْتُمْ بِهِ ولَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ
خَيْرٌ لِلصّٰابِرِينَ».
هذا في العمد ، فان لم يكن عمدا لم تظلمه بتعمد الانتصار منه؛ فتكون قد كافأته في
تعمد على خطأ ، ورفقت به ورددته بألطف ما تقدر عليه. ولا قوة الاّ باللّه [١].
١٢ ـ حق بقية الناس
أ
ـ حق أهل الملة :
وأما حق أهل ملتك عامة : فاظمار السلامة
ونشر جناح الرحمة والرفق بمسيئهم ، وتألفهم واستصلاحهم ، وشكر محسنهم الى نفسه واليك
، فان احسانه الى نفسه اذا كف عنك أذاه وكفاك مؤنته وحبس عنك نفسه ، فعمهم جميعا
بدعوتك ، وانصرهم جميعا بنصرتك ، وأنزلهم جميعا منك منازلهم ، كبيرهم بمنزلة
الوالد ، وصغيرهم بمنزلة الولد ، وأوسطهم بمنزلة الأخ ، فمن أتاك تعاهدته بلطف
ورحمة. وصل أخاك بما يجب للأخ على أخيه [٢].
ب
ـ حق أهل الذمة :
وأما حق أهل الذمة : فالحكم فيهم أن
تقبل منهم ما قبل اللّه ، وتفي بما جعل اللّه لهم من ذمته وعهده. وتكلهم اليه فيما
طلبوا من أنفسهم
[١] وفي رواية : أن
تعفو عنه وإن علمت أن العفو يضر انتصرت. قال تبارك وتعالى : «ولَمَنِ
اِنْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولٰئِكَ مٰا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ».
[٢] وفي رواية :
والرحمة لهم وكف الاذى عنهم ، وتحب لهم ما تحب لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك ،
وأن تكون شيوخهم بمنزلة أبيك ، وشبابهم بمنزلة إخوتك ، وعجائزهم بمنزلة أمك ،
والصغار بمنزلة أولادك.