responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين في طريقه إلى الشهادة المؤلف : الهاشمي الخطيب، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 51

عليه ، فقال : أردت أن أريحه. ومن النقرة إلى الحاجر أربعة وثلاثون ميلاً. وذكر الرحالة ابن جبير قال : نزلنا الحاجر والماء فيه في مصانع ، وربّما حفروا عليه حفراً قريبة العمق يسمّونها أحفاراً ، واحدها حفرة ، وكنّا نتخوف في هذا الطريق قلّة الماء ، لا سيّما مع عظم هذا الجمع الأنامي ، والأنعامي الذين لو وردوا البحر لأنزفوه واستقوه. وذكر الخوارزمي : أنّه لمّا سار الحسين (عليه السّلام) من الحاجر انتهى إلى ماء من مياه العرب ، ولا أشك أنّه سميراء الذي وافاه بعد الحاجر.

وسارَ قاصداً سُميراء ومنْ

ثَمّ أتى توزَ وفَيدَ ما عدا

(سميراء) : بفتح أوّله وكسر ثانيه بالمدّ ، وقيل بالضم ، يسمّى باسم رجل من عاد يُقال له : (سميراء) ، وهو منزل بطريق مكة بعد توز مصعداً ، وقبل الحاجر. ومن سميراء إلى توز عشرين ميلاً. قال السكوني : حوله جبال وآكام سود ؛ بذلك سمّي سميراء ، وأكثر الناس يقولونه بالقصر. وقيل : هما موضعان المقصور منها هو الذي في طريق مكّة ، وليس فيه إلاّ الفتح. وفي حديث طليحة الأسدي لمّا ادّعى النبوّة أنّه عسكر بسميراء هذه بالمدّ [١]. قال مطير بن أشيم الأسدي :

ألا أيّها الركبانُ إنّ أمامكمْ

سميراءَ ماءٍ ريّهُ غيرُ مجهلِ

رجالاً مفاجير الايور كأنّما

تساقوا الى الجارات البان أيل

وإنّ عليها إن مررتم عليهمُ

اُبيّاً وآباءً وقيسَ بنَ نوفلِ

وقال مرة بن عياش الأسدي :

جلت عن سميراءَ الملوكُ وغادروا

بها شرُّ قنٍّ لا يضيف ولا يُقري

هجينُ نميرٍ طالباً ومجاهداً

بني كلّ زحّافٍ إلى عرنِ القدرِ

فلو أنّ هذا الحيَ من آلِ مالكٍ

إذاً لِمَ اُجلى عن عيالهما الخضرِ

قال : والذين جلوا عن سميراء هم رهط العلاء بنو حبيب بن أسامة من أسد ، وصار فيها بنو حجران الذين هجاهم قبيلة من بني نضر. ومن الحاجر إلى سميراء ثلاثة وثلاثون ميلاً ، وثمّة برك وماء واسع ومزارع ، والماء


[١]ومثله ذكر عبد المؤمن مفتي الحنابلة بالشيرية. مراصد الاطلاع ٢ / ٥٣ ، طبع أوربا.

اسم الکتاب : الحسين في طريقه إلى الشهادة المؤلف : الهاشمي الخطيب، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست