اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 82
له الصالحون! فقال له
عبد الله : يا بن الحليف العسيف ، ومتى كان مثلك يجترئ على الدخول في أمر قريش!. [١]
فقال عبد الله بن سعد بن أبي سرح : أيها
الملأ ، إن أردتم ألا تختلف قريش فيما بينها ، فبايعوا عثمان ،
فقال عمار بن ياسر : إن أردتم ألا يختلف
المسلمون فيما بينهم فبايعوا عليا ،
ثم أقبل على عبد الله بن سعد بن أبي سرح
، فقال : يا فاسق يا بن الفاسق ، أأنت ممن يستنصحه المسلمون أو يستشيرونه في
أمورهم! وارتفعت الأصوات ... [٢]
قال الشعبي : فأقبل عبد الرحمن على علي
بن أبي طالب ، فقال :
عليك عهد الله وميثاقه ، وأشد ما أخذ
الله على النبيين من عهد وميثاق : إن بايعتك لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله ، وسيرة
أبي بكر وعمر! [٣]
فقال علي عليهالسلام
: طاقتي ومبلغ علمي وجهد رأيي ، (وفي رواية اليعقوبي : ان كتاب الله وسنة نبيه لا
يحتاج معهما إلى إجِّيرَى احد). [٤]
فأقبل على عثمان ، فقال له مثل ذلك ، فقال
: نعم لا أزول عنه ولا أدع شيئا منه. ثم اقبل على علي فقال له ذلك ثلاث مرات
ولعثمان ثلاث مرات في كل ذلك
[١] وفي رواية
اليعقوبي ج ٢ ص ١٦٣ : قال روى بعضهم قال : دخلت مسجد رسول الله ، فرأيت رجلا جاثيا
على ركبتيه يتلهف تلهف من كأن الدنيا كانت له فسلبها ، وهو يقول : واعجبا لقريش ، ودفعهم
هذا الأمر على أهل بيت نبيهم ، وفيهم أول المؤمنين ، وابن عم رسول الله أعلم الناس
وأفقههم في دين الله ، وأعظمهم غناء في الإسلام ، وأبصرهم بالطريق ، وأهداهم
للصراط المستقيم ، والله لقد زووها عن الهادي المهتدي الطاهر النقي ، وما أرادوا
إصلاحا للأمة ولا صوابا في المذهب ، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة ، فبعدا وسحقا
للقوم الظالمين. فدنوت منه فقلت : من أنت يرحمك الله ، ومن هذا الرجل؟ فقال : أنا
المقداد بن عمرو ، وهذا الرجل علي بن أبي طالب. قال فقلت : ألا تقوم بهذا الأمر
فأعينك عليه؟ فقال : يا ابن أخي! إن هذا الأمر لا يجري فيه الرجل ولا الرجلان. ثم
خرجت ، فلقيت أبا ذر ، فذكرت له ذلك ، فقال : صدق أخي المقداد.
[٢] ابن أبي الحديد ،
شرح
نهج البلاغة ، دار إحياء الكتب العربية ١٩٥٩ م ، ج
٩ ص ٣٥ ـ ٣٨ عن عوانة.
[٣] العيني ، عمدة
القاري ، دار إحياء التراث العربي بيروت ، ج ٢٤
ص ٤٠٥ ؛ وابن حجر ، فتح الباري ، دار إحياء التراث العربي بيروت ، ج ١٣ ص ٢٣٦.
[٤] اليعقوبي ، تاريخ
اليعقوبي ، مصدر سابق ، ج ٢ ص ١٦٢. الإجِّيرَى بالكسر والتشديد والفتح العادة
والطريقة.
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 82