اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 425
النموذج الثاني : خطبة يرويها الشيخي
المفيد تنسب
إلى علي عليهالسلام
فيها طعن على أهل الكوفة
روى الشيخ المفيد خطبة لأمير المؤمنين
علي عليهالسلام
حذف السند وهي :
أيها الناس ، إني استنفرتكم لجهاد هؤلاء
القوم فلم تنفروا ، وأسمعتكم فلم تجيبوا ، ونصحت لكم فلم تقبلوا ، شهود كالغُيَّب
، أتلو عليكم الحكمة فتعرضون عنها ، وأعظكم بالموعظة البالغة فتتفرقون عنها ، كأنكم
حمر مستنفرة فرت من قسورة ، وأحثكم على جهاد أهل الجور فما أتي على آخر قولي حتى
أراكم متفرقين أيادي سبأ ، ترجعون إلى مجالسكم تتربعون حلقا ، تضربون الأمثال ، وتناشدون
الأشعار ، وتجسسون الأخبار ، حتى إذا تفرقتم تسألون عن الأسعار ، جهلة من غير علم
، وغفلة من غير ورع ، وتتبعا في غير خوف ، نسيتم الحرب والاستعداد لها ، فأصبحت
قلوبكم فارغة من ذكرها ، شغلتموها بالأعاليل والأباطيل.
العجب كل العجب وما لي لا أعجب من
اجتماع قوم على باطلهم ، وتخاذلكم عن حقكم!
يا أهل الكوفة ، أنتم كأم مجالد ، حملت
فأملصت ، فمات قيمها ، وطال تأيمها ، وورثها أبعدها.
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إن من
ورائكم للأعور الأدبر جهنم الدنيا لا يبقي ولا يذر ، ومن بعده النهاس الفراس
الجموع المنوع ، ثم ليتوارثنكم من بني أمية عدة ، ما الآخر بأرأف بكم من الأول ، ما
خلا رجلا واحدا ، (بلاء قضاه الله) على هذه الأمة لا محالة كائن ، يقتلون خياركم ،
ويستعبدون أراذلكم ، ويستخرجون كنوزكم وذخائركم من جوف حجالكم ، نقمة بما ضيعتم من
أموركم وصلاح أنفسكم ودينكم.
يا
أهل الكوفة ، أخبركم بما يكون قبل أن يكون ، لتكونوا منه على حذر ، ولتنذروا به من
اتعظ واعتبر.
كأني بكم تقولون : إن عليا يكذب ، كما
قالت قريش لنبيها ـ صلىاللهعليهوآله
ـ وسيدها نبي الرحمة محمد بن عبد الله حبيب الله ، فيا ويلكم ، أفعلى من أكذب؟!
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 425