اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 382
٥. ولقد علمتَ ان مكرمتنا في الجاهلية
سقاية الحجيج الأعظم ، وولاية زمزم ، فصارت للعباس من بين اخوته ، فنازعنا فيها
ابوك ، فقضى لنا عليه عمر ، فلم نزل نليها في الجاهلية والإسلام ، ولقد قحط أهل
المدينة فلم يتوسل عمر إلى ربه ولم يتقرب إليه إلَّا بأبينا ، حتّى نَعَشَهم الله
وسقاهم الغيث ، وابوك حاضر لم يتوسل به ، ولقد علمتَ انه لم يبق احد من بني عبد
المطلب بعد النبي صلىاللهعليهوآله
غيره ، فكان وارثه من عمومته ، ثمَّ طلب هذا الأمر غير واحد من بني هاشم فلم ينله
إلَّا وِلدُه ، فالسقاية سقايته وميراث النبي له ، والخلافة في ولده ، فلم يبق شرف
ولا فضل في جاهلية ولا اسلام في دنيا ولا آخرة إلَّا والعباس وارثه ومورثه.
واما ما ذكرت من بدر ، فإن الإسلام جاء
والعباس يموت أبا طالب وعياله ، وينفق عليهم للأزمة التي اصابته ، ولولا ان العباس
أُخرج إلى بدر كارهاً لمات طالب وعقيل جوعاً ، ولَلَحَسا جِفان عُتبة وشيبة ، ولكنه
كان من المطعِمين ، فأذهبَ عنك العار والسُّبَّة ، وكفاكم النفقة والمؤونة ، ثمَّ
فدى عقيلا يوم بدر ،
فكيف تفخر علينا وقد عُلْناكم في الكفر
، وفديناكم من الاسر ، وحُزْنا عليكم مكارم الآباء ، وورثنا دونك خاتم الأنبياء ، وطلبنا
بثأركم فأدركنا منه ما عجزتم عنه ، ولم تدركوا لأنفسكم! والسلام عليك كورحمة الله.).
[١]
ثانيا : خطبة المنصور في الكوفة
سنة ١٤٤ هجرية
قال المسعودي : ولمّا أخذ المنصور عبد
الله بن الحسن وإخوته والنفر الذين كانوا معه من أهل بيته صعد المنبر بالهاشمية ، فحمد
الله وأثنى عليه ، وصلى على محمد صلىاللهعليهوآله
، ثمَّ قال :
١. (يا أهل خراسان ، أنتم شيعتنا
وأنصارنا ، وأهل دعوتنا ، ولو بايعتم غيرنا لم تبايعوا خيراً منّا. إنَّ ولد أبي
طالب تركناهم والذي لا إله إلَّا هو والخلافة فلم نعرض لهم لا بقليل ولا بكثير.
[١] رواها الطبري
والرسالة وان كانت يبدو عليها الوضع هي ورسالة محمد ذو النفس الزكية الا ان الواضع
لا يمكن ان يكون غير الجهاز الاعلامي العباسي.
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 382