responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 254

فبلغ ذلك ابن هاشم وهو في الحبس ، فقال أبياتا وبعث بها إلى معاوية فقال :

معاوي إنّ المرء عمرا أبت له

ضغينة صدر غشّها غير نائم

يرى لك قتلي يا ابن هند وإنّما

يرى ما يرى عمرو ملوك الأعاجم

على أنهم لا يقتلون أسيرهم

إذا كان فيه منعة للمسالم

وقد كان منا يوم صفّين نقرة

عليك جناها هاشم وابن هاشم

هي الوقعة العظمى التي تعرفونها

وما مضى إلّا كأحلام نائم

مضى من قضاء الله فيها الذي مضى

وما مضى إلّا كأضغاث حالم

فإن تعف عنّي تعف عن ذي قرابة

وإن تر قتلي تستحل محارمي

قال : فعفا عنه معاوية ، وكسّاه ، وخلّى سبيله وأحسن إليه. [١]

التعليقة رقم ١٤ :

أقول : ولكن القاضي المغربي روى عن تميم بن مالك القرشي قال : كتب معاوية بن أبي سفيان إلى زياد : أن ابعث لي خطباء أهل العراق : وابعث إلي صعصعة بن صوحان. ففعل. فلما قدموا على معاوية خطبهم. فقال : (مرحبا بكم يا أهل العراق) قدمتم على إمامكم ، وهو جنة لكم يعطيكم مسألتكم ، ولا يعظم في عينه كبيرا ، ولا يحقر لكم صغيرا ، وقدمتم على أرض المحشر والمنشر والأرض المقدسة وأرض هجرة الأنبياء. ثم قال في خطبته : ولو أن أبا سفيان ولد الناس كلهم لكانوا أكياسا. ولما فرغ من خطبته : قال لصعصعة : قم واخطب يا صعصعة. فقام صعصعة : فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال : إن معاوية ذكر إنا قدمنا على إمامنا وهو جنة لنا فما يكون حالنا إذا انخرقت الجنة ، وذكر إنا قدمنا على أرض المحشر والمنشر والأرض المقدسة وأرض هجرة الأنبياء. فالمحشر والمنشر لا يضر بعدهما مؤمنا ولا ينفع قربهما كافرا. والأرض لا تقدس أحدا ، وإنما يقدس العباس أعمالهم. ولقد وطأها من الفراعنة أكثر مما وطأها من الأنبياء. وذكر إن أبا سفيان لو ولد الناس كلهم لكانوا أكياسا ، فقد ولدهم من هو خير من أبي سفيان آدم (صلوات الله عليه) فولد الكيس والأحمق (والجاهل والعالم). ـ فغضب معاوية ـ وقال : اسكت


[١] ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج ٣٣ ص ٣٤٦.

اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست